وقّعت قطر الأربعاء اتفاقيتين لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى فرنسا لمدة 27 عامًا بدءًا من سنة 2026، في خطوة تندرج في إطار مسعى الدولة الأوروبية لتنويع الإمدادات، حسبما أفادت مجموعة الطاقة القطرية الحكومية في بيان.
ووقّعت على الاتفاقيتين شركتان تابعتان لكل من "قطر للطاقة" و"توتال إنرجي" لتوريد ما يصل إلى 3,5 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، على أن يتم تسليم الشحنات إلى محطة فوس كافاوو في جنوب فرنسا، بحسب البيان، الذي أشار إلى أن عملية توريد الغاز ستكون "اعتبارًا من عام 2026 ولمدة 27 عامًا".
توريد الغاز القطري للأسواق الأوروبية
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي: "إن توقيع هاتين الاتفاقيتين الجديدتين مع شريكتنا توتال إنرجي يؤكد التزامنا المستمر تجاه الأسواق الأوروبية بشكل عام، وتجاه السوق الفرنسية على وجه الخصوص، وبالتالي المساهمة في أمن الطاقة في فرنسا".
وأضاف أن "التزامنا بضمان إمدادات طاقة مستمرة وموثوقة إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم يستند إلى استثماراتنا الكبيرة عبر سلسلة صناعة الغاز بأكملها".
ففي أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022، سارعت الدول الأوروبية للبحث عن بدائل لإمدادات الغاز الطبيعي بعد التخلي عن الغاز الروسي.
توسعة حقل الشمال
وتعد قطر واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.
وتقدّر "قطر للطاقة" أن حقل الشمال يحتوي على نحو 10% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.
وتعتزم قطر رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60% أو أكثر إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، في إطار مشروع توسعة حقل الشمال والذي يمتد إلى الأراضي الإيرانية. وقد وضعت حجر الأساس لهذا المشروع هذا الشهر.
وتشارك شركة "توتال إنرجي" في مشاريع توسعة حقل الشمال للغاز الطبيعي المسال، بحصة تبلغ 6,25% في مشروع حقل الشمال الشرقي، وحصة تبلغ 9,375% في مشروع حقل الشمال الجنوبي.
وكانت "شل" البريطانية و"إيني" الإيطالية و"إكسون موبيل" وقعت عقودًا للمشاركة في توسعة الحقول القطرية.
مشروع يرفع إمدادات الغاز
وقال رئيس شركة "توتال إنرجي" باتريك بويان للصحافيين خلال حفل وضع حجر الأساس إن توسعة حقل الشمال كان "مشروعًا ضخمًا"، ويأتي مع زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال من أوروبا في ظل العقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وتابع: "نحتاج إلى مزيد من الإمدادات. هذا واضح. لا تزال السوق هشة"، مضيفًا: "هذا المشروع كبير وسيضيف مساحة في السوق".
وتعد الدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين واليابان وكوريا الجنوبية، السوق الرئيسية للغاز القطري.
وتعادل صفقة قطر مع توتال من ناحية المدة تلك التي توصلت إليها مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية وسينوبك الصينية، مما يجعلها ثالث صفقة من نوعها في صناعة الغاز المسال.