اجتاحت عاصفة ثلجية أنحاء الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة. ومن غزة إلى تركيا، انخفضت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، ما زاد من معاناة النازحين في خيامهم، التي لا تقي الحر أو القر.
في إحدى العواصف العنيفة توفيت الطفلة فاطمة في مخيم الليثي بإدلب شمالي سوريا. لم تمنع خيمة من قماش قسوة البرد عن جسدها الرقيق، فغادرت العالم مع فوج من المتجمدين.
لم يبق إلا الصور
استيقظ والدها محمد الحسن في تلك الليلة، فوجد وجهها وقد تحوّل إلى الأزرق. يقول إنه نقل ابنته التي لم يتجاوز عمرها السبعة أيام إلى المستشفى قرابة الواحدة والنصف، وإن الطبيب أعلمه بأنها أسلمت الروح.
بدلًا من أن يفرح بالأسابيع الأولى لرضيعته التي وُلدت حديثًا، يعيش محمد اليوم وقع الصدمة بفقدانها، وليس له من ذكراها إلا صورها. ويؤكد الرجل أن الخيمة التي يعيش فيها وأسرته لا تحجب البرد.
وتعمم قصة فاطمة بمأساتها على مئات الآلاف من أطفال سوريا، الذين اجتمع عليهم كل من الحرب والجوع والفقر، وأُضيفت قسوة الطبيعة إلى معاناتهم من دون حل في الأفق.
ويتحدث المدير الطبي لمستشفى الرحمن مازن التلاوي، عن انتشار التهاب القصبات الشعرية لدى الأطفال نتيجة البرد الشديد وسوء التدفئة.
ويلفت إلى أن جميع المستشفيات تعاني، مع تزايد أعداد الإصابات، من عدم توفر شواغر، حيث ننتظر كل صباح تخريج مريض واستقبال عدة مرضى آخرين مكانه.