أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة إلى بريتوريا، أن "التمرد المسلّح الفاشل الذي قامت به مجموعة فاغنر الروسية الأسبوع الماضي يثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرّض أمن بلاده أيضًا للخطر".
وأوضحت بيربوك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الجنوب إفريقية ناليدي باندور، أن التمرّد المسلّح الذي نفذه قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الأسبوع الماضي هو "شأن روسي داخلي. نحن لا نتدخل كأوروبيين، كألمانيا".
وأضافت الوزيرة أنه مع ذلك فإن بلادها وأوروبا بأسرها تتابع الوضع في روسيا "عن كثب".
واعتبرت أنّ "ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي يظهر مرة أخرى أنّ بوتين يهدّد أيضًا أمن بلاده" منذ بدأت قواته غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022".
"التحدي الأكبر لبوتين"
كما جدّدت الوزرة الألمانية التأكيد على دعم بلادها لأوكرانيا "على الصعيد الإنساني، ولحقّها في الدفاع عن نفسها، وعلى الصعيد الاقتصادي".
وأثارت حركة التمرد التي نفّذتها مجموعة فاغنر بين مساء الجمعة ومساء السبت صدمة في روسيا. وخلال هذه الساعات الـ24 استولت قوات بريغوجين على العديد من المواقع العسكرية في مدينة روستوف الاستراتيجية (جنوب غرب) وزحفت نحو موسكو واجتازت 600 كيلومتر من دون أن تلقى مقاومة تذكر.
وعلى الرغم من انتهاء التمرد بالسرعة التي بدأ فيها، فإن هذه الأزمة مثّلت التحدي الأكبر الذي يواجهه فلاديمير بوتين منذ توليه السلطة قبل نحو عشرين عامًا.
ظهور هو الأول منذ تمرّد #فاغنر لوزير الدفاع الروسي وسط غموض يلفّ مصيره.. كيف اشتعل الصراع بين شويغو وبريغوجين؟ ولماذا تمرّد زعيم فاغنر؟#روسيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/EPakgY6Vhv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2023
وفي سياق متصل، نقلت وكالة بيلتا الحكومية الرسمية للأنباء عن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قوله اليوم الثلاثاء إن بلاده لن تبني أي معسكرات لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، لكنها يمكن أن تؤويهم إذا ما أرادوا ذلك.
وقال لوكاشينكو: "عرضنا عليهم إحدى القواعد العسكرية الخالية. أرجوكم -لدينا سياج ولدينا كل شيء- انصبوا خيامكم".
وتضمن اتفاق توسط فيه لوكاشينكو يوم السبت والذي أنهى تمرد مرتزقة فاغنر السماح لهم إما بالاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية، أو الانتقال مع رئيسهم يفغيني بريغوجين إلى المنفى في بيلاروسيا أو العودة إلى عائلاتهم.
وكان مراسل "العربي" في موسكو قد أفاد بتأكيد وصول رئيس مجموعة فاغنر إلى بيلاروسيا بحسب تصريح الرئيس لوكاشينكو.
كما نُقل عن لوكاشينكو قوله إنه لا يعتزم فتح أي مراكز تجنيد تابعة لفاغنر في بيلاروسيا. وكان رئيس بيلاروسيا قد طلب من نظيره الروسي بوتين عدم اغتيال قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين خلال تمرّده الفاشل.
وكشف لوكاشينكو أمام مسؤولين محليين وفقًا لفيديو نشرته قناة شبه رسمية للرئاسة على تطبيق تيليغرام "قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة. إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك".
وشكر بوتين مرارًا لوكاشينكو لوساطته في إنهاء هذا التمرّد الذي شكّل أسوأ ضربة تلقّاها الرئيس الروسي منذ وصوله إلى السلطة قبل عشرين عامًا.