ككرة ثلج متدحرجة هو حال الخلاف المتصاعد بين مجموعة فاغنر الخاصة والقيادة العسكرية الروسية منذ أشهر، حيث بلغ التصعيد ذروته بينهما الآن، باتهام فاغنر لوزارة الدفاع الروسية باستهداف قواتها وقتل عدد كبير منهم.
لكن بدايات الخلاف كانت مستترة تحت الطاولة حتى خرج علنًا عندما اتهم مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، قيادة وزارة الدفاع الروسية قبل أشهر بحرمان جنوده من السلاح في باخموت في الشرق الأوكراني.
ودأب مؤسس فاغنر على انتقاد سلوك وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان واتهامهما بالتقصير، إذ سبق أيضًا أن اتهمهما في فبراير/ شباط الماضي، بارتكاب أفعال ترقى إلى مستوى الخيانة هدفها تدمير قوات فاغنر، على حد تعبيره.
منذ إعلان قائد #فاغنر التمرد وصولا إلى سحب قواته.. إليكم تطورات الأحداث في #روسيا👇#روستوف#روسيا #فاغنر pic.twitter.com/WIzHklZZ1n
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 24, 2023
ويقول خبراء إن أصل الخلاف بين الطرفين نابع من خشية متزايدة لدى الرئيس الروسي من مغبة إعطاء وسام أي نصر في المعركة الدائرة في أوكرانيا لصالح شركة عسكرية خاصة على حساب مؤسسته العسكرية الرسمية، فضلًا عن انعدام ثقة بوتين بطموحات مؤسس المجموعة.
هو خلاف إذًا، مهد له استياء في أوساط قيادتي الأمن والجيش الروسيين، نظرًا لتنامي نفوذ فاغنر، خاصة مع نظرة جنرالات في الجيش الروسي إلى بريغوجين على أنه مجرم وصاحب سوابق كونه دخل السجن لعدة سنوات سابقًا.
وجاء التصعيد بعد سنوات من الثقة التي حظيت بها فاغنر من الكرملين لدرجة تمتعها بوضع خاص داخل أروقته، هي ثقة عدها البعض سببًا إضافيًا في إذكاء صراع على النفوذ.
فقوات فاغنر لطالما صنفت ذراع فلاديمير بوتين الضاربة خارج الحدود الروسية، ناهيك عن أن العلاقة بين قائدها والرئيس بوتين تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حينما كان هذا الأخير عمدة مدينة سان بطرسبورغ حيث ولد الشخصان.