دعا الكرملين الجمعة الروس للوقوف خلف الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أكثر من أسبوع على بدء الهجوم على أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "ليس الآن وقت الانقسام"، وذلك ردًا على سؤال بشأن مناشدات أطلقتها شخصيات عامة لإنهاء الحرب. وأضاف: "الآن وقت الوقوف صفًا واحدًا خلف رئيسنا".
وأضاف: "هناك بالفعل نقاشات محتدمة بين المعنيين بالثقافة. هناك من يدعم الرئيس ويؤيده بإخلاص وهناك من لا يفهم ما يجري، يجب أن نشرح لهؤلاء الأمور بروية".
ونشرت عرائض عدة لمواطنين ضد الحرب بما في ذلك بيانات خاصة وقعتها شخصيات ثقافية وعلماء في مجال الطب.
وشددت السلطات الروسية القيود المحلية في أعقاب الهجوم على أوكرانيا بما في ذلك إغلاق وسائل الإعلام المستقلة وحجب مواقع إلكترونية وتبني تعديلات تشريعية لفرض أحكام بالسجن على الذين يدانون بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش.
بوتين لا ينوي إجراء محادثات
وحول النزاع في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين: "إن بوتين لا ينوي التحدث إلى الرئيس الأوكراني"، معتبرًا أن محادثات اليوم السابق يجب أن تستمر بهذا الشكل بمشاركة ممثلين عن الرئاستين.
وأوضح بيسكوف أن "هذه المفاوضات هي وسيلة جيدة لنقل وجهة نظرنا إلى الجانب الأوكراني بشأن المشكلة".
كما لا ينوي الرئيس الروسي إجراء أي محادثة مع نظيره الأميركي جو بايدن. وقال بيسكوف: "إنه لم يتم التخطيط لمحادثة من هذا النوع"، موضحًا أنه "من الصعب اعتبار هؤلاء الشركاء في الوقت الحالي محاورين" بينما تتهم روسيا الغرب بشكل عام والولايات المتحدة خصوصًا باستخدام أوكرانيا أداة في مواجهة موسكو وجعلها تهديدًا استراتيجيًا للكرملين.
عدم تصعيد التوتر
وحثّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران روسيا اليوم الجمعة على عدم تصعيد التوتر.
وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون: "لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضًا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها". وأضاف: "لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها. وجميع أفعالنا، إذا ما حدثت، تأتي فقط ردًا على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لروسيا الاتحادية".
وظهر بوتين على شاشة التلفزيون وهو يشارك عبر الإنترنت من مقر إقامته خارج موسكو في حفل لرفع العلم على متن عبارة في شمال روسيا.
ومن جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أن فرض منطقة حظر طيران في الأجواء الأوكرانية سيضمن عدم قصف روسيا للبنية التحتية النووية. وأكّد أن روسيا تستهدف البنية التحتية والمناطق السكنية الأوكرانية عمدًا.
كما دعا المواطنين الروس للتظاهر ضد الحرب على أوكرانيا.
استهداف منشأة زابوريجيا النووية
واقترب القتال اليوم الجمعة، بين القوات الروسية والأوكرانية من منشأة زابوريجيا النووية، التي تعدّ الأكبر في أوروبا، ما تسبّب باندلاع حريق دفع قادة العالم إلى دقّ ناقوس الخطر والتحذير من وقوع كارثة شاملة.
وإثر ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باللجوء إلى "الرعب النووي"، والسعي لتكرار كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986.
لكن وزارة الدفاع الروسية، اتهمت اليوم الجمعة، من أسمتهم بـ "مخربين أوكرانيين" بالهجوم على موقع زابوريجيا، ووصفت ما حصل بـ"الاستفزاز الوحشي".
وقد أعلنت السلطات المحلية في وقت لاحق أن القوات الروسية سيطرت على المحطة النووية، لافتة إلى أن "الطواقم التشغيلية تراقب حالة وحدات الطاقة".
وبعد ساعات من الهجوم على المحطة النووية، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ أوكرانيا لم ترصد "أيّ تغيّر" في مستوى الإشعاعات في المحطة. وطمأن مسؤولون أميركيون بأن "المفاعلات في المنشأة محمية من هياكل قوية ويتم إغلاق المفاعلات بشكل آمن".