الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مأساة قارب الموت في لبنان.. تعقيدات تعرقل التعرف على الضحايا

مأساة قارب الموت في لبنان.. تعقيدات تعرقل التعرف على الضحايا

شارك القصة

مراسلة "العربي" تسلط الضوء على آخر التطورات بشأن تمكين أهالي الضحايا من التنقل إلى سوريا للتعرف على ذويهم (الصورة: غيتي)
أفادت مراسلة "العربي" بأنّ مفاوضات يقودها الصليب الأحمر اللبناني لتمكين عائلات الضحايا من التنقل إلى سوريا للتعرف على جثامين ذويهم.

لقي 91 شخصًا حتفهم في كارثة غرق زورق كان يقلّ مهاجرين غير نظامين قبالة السواحل السورية، فيما أعلن الجيش اللبناني توقيف مشتبه به في عملية التهريب التي أسفرت عن حصيلة قاسية من الضحايا.

وأفاد الصليب الأحمر اللبناني في تصريحات لـ"العربي" اليوم السبت، بأنه قد لا يتمكن من اصطحاب جميع أهالي ضحايا الزورق الذي غرق قبالة السواحل السورية إلى مستشفى الباسل داخل سوريا للتعرف على الضحايا بسبب المخاوف الأمنية.

"تعقيدات" التعرف على الجثامين

ويستمر التنسيق مع الهلال الأحمر السوري لإعادة الجثامين إلى لبنان، حيث تم تسليم جثث سبعة لبنانيين وفلسطينيين من مخيم نهر البارد في شمال البلاد في ساعات متأخرة يوم أمس الجمعة. وارتفع عدد ضحايا غرق المركب إلى 91 شخصًا بينهم نساء وأطفال بينما لا يزال مصير العشرات مجهولًا.

وأفادت مراسلة "العربي" جويس الحاج خوري من معبر العريضة، بأنّ سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تنتظر في المعبر الفاصل بين لبنان وسوريا لتسلم جثامين اثنين من الضحايا الفلسطينيين أحدهما من مخيم نهر البارد والآخر من مخيم شاتيلا.

وأشارت المراسلة إلى وجود تعقيدات في عملية التعرف على جثامين الضحايا الموجودين في مستشفى الباسل والذي يفوق عددهم الـ87 شخصًا.

كما لفتت إلى وجود مفاوضات يقودها الصليب الأحمر اللبناني لتمكين العائلات من التنقل إلى داخل سوريا لـ"التعرف على الجثث والتمكن من إعادتها إلى لبنان".

تشييع جثامين بعض ضحايا قارب الموت في لبنان - غيتي
تشييع جثامين بعض ضحايا قارب الموت في لبنان - غيتي

عمليات البحث مستمرة

ومنذ الإعلان عصر الخميس عن غرق المركب قبالة شواطئ طرطوس، والتي راوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و170 شخصًا من لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين، ترتفع حصيلة الضحايا تباعًا، فيما تم إنقاذ عشرين شخصًا فقط. ولم تتضح بعد ملابسات غرق المركب الذي كانت وجهته إيطاليا.

ونقلت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" عن إسكندر عمار مدير الهيئة العامة في مستشفى الباسل أن "في حصيلة غير نهاية بلغ عدد الضحايا 89 شخصًا"، بينما تم إخراج ستة ناجين من المستشفى ولا زال 14 شخصًا يتلقون العلاج بينهم اثنان في العناية المشددة.

وأفاد إعلام النظام بأنّ ارتفاع العدد ناتج عن انتشال المزيد من الضحايا. ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة. وقد عُثر على غالبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس.

تشييع الضحايا وجنازات "رمزية"

وشيعت عائلات في لبنان الجمعة ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي ليتم دفنهم السبت.

وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان، شارك المئات في تشييع أحد الضحايا رافعين قبضاتهم فيما كان أقرباء يبكون حاملين نعشًا رمزيًا في الشوارع.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن عشرة أطفال لقوا مصرعهم في الحادثة وفق تقارير أولية. واعتبرت في بيان أنه "كما هو الحال في العديد من المناطق في المنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر على الجميع، ولكنها أكثر قسوة بشكل خاص على الأشخاص الأضعف".

من جانبه، أعلن الجيش اللبناني السبت أنه أوقف الأربعاء شخصًا للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير نظاميين عبر البحر، وقد "اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا".

ولم تساهم التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية في الحد من الظاهرة. وتُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مرارًا عن إحباط محاولات هجرة غير نظامية لا سيّما من منطقتي طرابلس وعكار شمالًا، الأكثر فقرًا في لبنان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close