اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن البشرية "كسرت دورة المياه الطبيعية ودمرت الأنظمة البيئية، ما يعرض مليارات الأشخاص في كل أنحاء العالم للخطر".
وأوضح غوتيريش، في افتتاح أول مؤتمر للأمم المتحدة بشأن المياه منذ حوالي نصف قرن، "أننا نستنزف من البشرية مادتها الحيوية من خلال استهلاكنا المفرط وغير المستدام للمياه، ونتسبب في تبخرها برفع درجة حرارة الكوكب"، معربًا عن قلقه بشأن مستقبل المياه التي تعدّ "شريان الحياة وحقًا من حقوق الإنسان".
ولا تكمن المشكلة في نقص المياه فقط، بل كذلك في تلوث المتاح منها، بسبب انعدام أنظمة الصرف الصحي أو تهالكها.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير في المياه والسدود الصادق شرفي: إن تدخل الإنسان ساهم كثيرًا في تغيّر نسبة الجفاف إضافة إلى زيادة عدد السكان في دول مثل حوض النيل.
ويشير شرفي في حديث لـ"العربي" من الخرطوم إلى أن هناك مشكلة تحدث في منطقة الساحل الإفريقية متمثلة في الجفاف.
ويقول: "تأثر السكان من بناء السدود في نيجيريا، فإقامة هذه المشاريع تقدم حلولًا لأصحابها لكنها تؤدي لآثار سلبية على دول أُخرى".
خطر وشيك
وتعيش بعض المناطق وسط أزمة شح المياه، وتواجه أخرى كميات غزيرة منها بسبب كثافة المتساقطات، أو تعاني من تلوث هذه المادة الأساسية.
وتكرر المآسي دفع التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والذي نُشر الثلاثاء، إلى التحذير من "الخطر الوشيك لحدوث أزمة مياه عالمية".
وكشف المؤلف الرئيسي ريتشارد كونور لوكالة فرانس برس أن "عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بأزمة المياه العالمية هذه يتوقف على السيناريو المتبع، فإذا لم يتم فعل أي شيء، سيعاني ما بين 40 و50% من سكان العالم من نقص خدمات الصرف الصحي ونحو 20-25% من شح المياه الصالحة للشرب".
الأمم المتحدة تعقد مؤتمرا دوليا يهدف لإيجاد حلول لأزمة المياه العالمية في ظل التغيرات المناخية 👇 تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/VtS41IPvpB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 22, 2023
ويهدف هذا المؤتمر إلى محاولة عكس الاتجاه مع الأمل في ضمان حصول الجميع على مياه الشرب أو على مراحيض بحلول العام 2030.
وقال ستيوارت أور من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة: "أزمة المياه سيئة بما فيه الكفاية من دون تغير المناخ. مع عالمنا الذي يزداد احترارًا بسرعة، سيكون الوضع أسوأ".
وأضاف: "يمكننا بناء مجتمعات واقتصادات مرنة إذا وضعت الحكومات والشركات سريعًا سياسات وممارسات واستثمارات تعترف بقيمة الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة وتعيد إصلاحها".
مستوى مرتفع للإجهاد المائي
ومع ذلك، قال رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية جيلبير هونغبو: "هناك الكثير من الجهد المطلوب والوقت ليس في صالحنا".
ولم يتم تنظيم أي مؤتمر بهذا الحجم منذ عام 1977 حول هذه المسألة الحيوية التي تم تجاهلها طويلًا.
ففي عالم ازداد فيه استخدام المياه العذبة على مدار الـ40 عامًا الماضية بنسبة 1% تقريبًا سنويًا، يسلط تقرير لجنة الأمم المتحدة للمياه أولاً الضوء على نقص المياه الذي يُتوقع أن يؤثر قريبًا حتى على المناطق التي كانت بمنأى من هذه المشكلة في شرق آسيا أو أميركا الجنوبية.
وهكذا، يعيش نحو 10% من سكان العالم في بلدان وصل فيها الإجهاد المائي إلى مستوى عالٍ أو حرج.
ووفقًا لتقرير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة الذي نُشر الإثنين، يعاني "نحو نصف سكان العالم" من نقص "حاد" في المياه خلال جزء من العام على الأقل.