تواصلت أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي، فعاليات مؤتمر المناخ "كوب 27" على مستوى الحضور الرئاسي، بحضور عدد من قادة والوفود من شتى أنحاء العالم.
وتضمنت القمة مناقشة الانتقال العادل لتنفيذ الالتزامات المناخية، والأمن الغذائي، والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية.
وأكد سيمون ستيل السكرتير التنفيذي للأمم المتحدة موافقة الوفود المشاركة في القمة، على إدارج بند تعويضات الخسائر والأضرار الناتجة عن الكوارث المناخية ضمن جدول أعمال القمة.
الحرب الروسية الأوكرانية
مراسل "العربي" إلى القمة تامر أبو عرب أفاد بأن 52 كلمة ألقيت خلال يوم أمس، من قبل القادة ورؤساء الوفود المشاركة، بينها فيديو مصور للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيكسي الذي أعلن دعمه "نداء شرم الشيخ" الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوقف الحرب، وقال فيه: "لا يمكن وضع سياسات فعالة للمناخ من دون السلام"، لتلاقي كلمته تصفيقًا حادًا وتعاطفًا كبيرًا من الحضور بحسب أبو عرب.
المستشار الألماني أولاف شولتس اعتبر بدوره في كلمته خلال المؤتمر، أن هجوم روسيا على أوكرانيا جعل التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة ضرورة سياسية أمنية، معلنًا رفضه أي إنعاش لموارد ذلك الوقود.
وحثت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الدول على تسريع تحركاتها لمواجهة تغير المناخ، وفي كلمتها خلال المؤتمر قالت: "أزمة الوقود الأحفوري العالمية يجب أن تغير قواعد اللعبة. دعونا نتجنب الطريق السريع إلى الجحيم ونأخذ تذكرة الطاقة النظيفة إلى الجنة"، في إشارة منها إلى تصريحات أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة التي ألقاها الإثنين.
وكان غوتيريش قد طلب من الدول الموافقة على التخلص التدريجي من استخدام الفحم، وهو أحد أكثر أنواع الوقود المسببة لانبعاثات الكربون، إلى حين الاستغناء عنه نهائيًا بحلول عام 2040 على مستوى العالم، على أن تحقق الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذا الهدف بحلول عام 2030.
الجلسات التقنية
وأكد مراسل "العربي" أنه خلال اليوم الأربعاء، ستبدأ الفعاليات التقنية والتي يشارك بها متخصصو المناخ والبيئة، إلى جانب الفعاليات الأخرى في المؤتمر، والتي قد تتضمن 10 جلسات في اليوم الواحد، ذاكرًا أن رئاسة المؤتمر أعلنت أن الاجتماعات على المستوى الرئاسي ستعود إلى الانعقاد في يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وكانت الدول المشاركة قد أعلنت التزامها بحماية الغابات، فأطلقت أكثر من 25 دولة في المؤتمر مجموعة لمساءلة بعضها البعض بشأن التعهد بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، معلنة عن ضخ مليارات الدولارات لتمويل جهودها بهذا الصدد.
وشهد المؤتمر جانبًا آخر من تعهدات الحماية البيئية من قبل بعض الدول، ومنها السعودية التي وضعت هدف "صفر انبعاثات" عام 2050 بمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أطلقتها.
وكان تقرير أممي قد أفاد بأن الدول النامية تحتاج إلى العمل مع المستثمرين، والدول الغنية، وبنوك التنمية للحصول على تمويل خارجي حجمه تريليون دولار سنويًا للعمل على تفادي الآثار السلبية لتغير المناخ بحلول نهاية العقد.