انطلق مؤتمر "تعافي أوكرانيا بعد الحرب" في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الأربعاء، بمشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة بهدف حشد الدعم المالي والسياسي لإعادة الإعمار بعد الحرب في أوكرانيا.
وبعد 6 سنوات من النسخة الأولى من المؤتمر السنوي، المعروف باسم "مؤتمر الإصلاح الأوكراني"، اجتمع القادة والمسؤولون الداعمون لكييف في لندن مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السابع عشر.
وإلى جانب أكثر من 60 دولة، يشارك ممثلو المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في المؤتمر، الذي يستغرق يومين.
وخلال الجلسة الافتتاحية، جدد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك دعم بريطانيا لكييف، قائلا إن "بلاده تعمل مع الحلفاء لاستكشاف الطرق القانونية لاستخدام الأصول الروسية في إعادة بناء أوكرانيا".
وتعهد بمواصلة تقديم "الدعم الدفاعي لأوكرانيا" إلى أن تنتصر في الحرب، كاشفًا أنّ بلاده ستوفر لأوكرانيا ضمانات قروض بقيمة 3 مليارات دولار.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ كييف تسعى إلى عضوية كاملة لأوكرانيا في الناتو والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنّ "روسيا اجتاحت بلادنا لسرقة أراضينا ومواردنا ولا بد أن نضمن هزيمتها في الحرب".
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فأعلن أنّ الولايات المتحدة ستؤمن أكثر من 1.3 مليار دولار إضافية لدعم أوكرانيا، مضيفًا: "سندعم أوكرانيا من أجل التعافي وسنقف معها حتى تنتصر مهما طال الوقت".
مساعدة أميركية اقتصادية جديدة
وخلال مشاركته في المؤتمر، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن مساعدة اقتصادية جديدة من بلاده لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار تركز على حاجات الطاقة والبنى التحتية.
وقال بلينكن: "مع استمرار روسيا في التدمير، نحن هنا لمساعدة أوكرانيا على إعادة البناء -- إعادة بناء الحياة وإعادة بناء بلدها وإعادة بناء مستقبلها".
وأضاف الوزير الأميركي: "لنكن واضحين... روسيا تتسبب في تدمير أوكرانيا وستتحمل في النهاية كلفة إعادة إعمار أوكرانيا" مرددًا تصريحات مسؤولين بريطانيين وأوروبيين.
وتضاف هذه المساعدة الجديدة، وهي جزء من الأموال التي وافق عليها الكونغرس الأميركي، إلى 63 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ الهجوم العسكري الروسي في فبراير/ شباط 2022.
"التحرك نحو مشاريع حقيقية"
من جهة ثانية، أشار بلينكن إلى أن واشنطن ستراقب الفساد الذي قد يوقف دعم الكونغرس لمساعدة أوكرانيا، ودعا البرلمان الأوكراني إلى الموافقة على قانون ضد الاحتكارات.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة ستوسع مساعدتها لتعزيز هيئات مكافحة الفساد والمجتمع المدني وكذلك الإعلام الحر.
إلى ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال الحديث عن خطط الاستثمار في أوكرانيا، اليوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي عليه "مسؤولية خاصة" تجاه ذلك البلد على المدى الطويل.
#مباشر | انطلاق مؤتمر "تعافي #أوكرانيا" في #لندن بمشاركة مسؤولين دوليين أبرهم وزير الخارجية الأميركي#بريطانيا https://t.co/FspvHKk3yU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 21, 2023
وأضافت فون دير لاين في المؤتمر نفسه: "هذا لتلبية احتياجات أوكرانيا العاجلة. لكن دعونا نتحدث عن المستقبل. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي عليه مسؤولية خاصة".
وأردفت: "يخبرنا الأوكرانيون بأنهم عندما يتخيلون مستقبلهم، يرون علم أوروبا يرفرف فوق مدنهم. ولا يساورني شك في أن أوكرانيا ستكون جزءا من اتحادنا".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن من الضروري التحرك نحو مشاريع حقيقية من أجل إعادة إعمار أوكرانيا.
وأضاف خلال المؤتمر "يجب أن ننتقل من الاتفاقات إلى المشروعات الحقيقية... هناك وفد أوكراني سيقدم أشياء ملموسة ونقترح تحقيقها معا خلال جولتي".
وتستضيف كييف ولندن مؤتمر تعافي أوكرانيا في لندن اليوم الأربعاء وغدًا الخميس، حيث سيناقش أكثر من ألف مسؤول أجنبي من 60 دولة فضلًا عن رؤساء شركات ومستثمرين دوليين السُبل المُمكنة للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا.
وسبق المؤتمر تصريح لمسؤول أوكراني كبير قال إن بلاده تسعى للحصول على 40 مليار دولار لتمويل الجزء الأول من "خطة مارشال الخضراء" لإعادة بناء اقتصادها بما في ذلك تطوير صناعة صلب دون استخدام الفحم.
