أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بكين، اليوم الإثنين، أنّ الصين جدّدت تعهّدها بعدم تزويد روسيا بأسلحة فتّاكة لاستخدامها في أوكرانيا، معربًا في الوقت نفسه عن قلقه من تصرفات شركات صينية خاصّة.
وقال بلينكن للصحافيين: "نحن ودول أخرى- تلقّينا ضمانات من الصين أنّها لا تقوم ولن تقوم بتزويد مساعدة فتّاكة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا".
مخاوف أميركية مستمرة بشأن الشركات الصينية
ولفت بلينكن، وهو أعلى مسؤول أميركي يزور الصين منذ خمسة أعوام تقريبًا، في ظلّ توتر شديد في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، إلى أن بلاده لم تر أيّ دليل يتعارض مع ذلك.
ومضى يقول: "ما لدينا مخاوف مستمرة بشأنه هو الشركات الصينية التي قد تقوم بتوفير التكنولوجيا التي يمكن لروسيا استخدامها لتعزيز عدوانها في أوكرانيا".
وبحسب بلينكن "طلبنا من الحكومة الصينية أن تكون متيقظة للغاية بهذا الشأن"، مؤكدًا أنّ الصين قدّمت تأكيدات حول روسيا في "الأسابيع الأخيرة" وليس فقط خلال زيارته.
ويأتي اللقاء الهام، في وقت تشتدّ فيه وطأة الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية التي تسيطر على مدينة باخموت، سعيًا لإجبار هذه القوات على الانسحاب من المدينة التي تتفاوت آراء العسكريين بشأن أهميتها الإستراتيجية.
وفي فبراير/ شباط الماضي، دعت بكين التي تعلن حيادها في صراع روسيا مع أوكرانيا، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع حليفتها موسكو، إلى محادثات سلام وأصدرت وثيقة من 12 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تضمنت احترام السيادة الإقليمية لجميع الدول، كما تحث خطة الصين جانبي الصراع على الاتفاق على خفض تدريجي للتصعيد، وتحذر من استخدام الأسلحة النووية.
#بلينكن في بكين.. هل يتمكّن من تهدئة التوتر بين #الصين و #الولايات_المتحدة؟#للخبر_بقية pic.twitter.com/UisaupVAWh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2023
حتى أن الكرملين اعتبر لاحقًا أن الخطة التي اقترحتها الصين، لتسوية النزاع في أوكرانيا "تستحق الاهتمام"، لكن الظروف اللازمة لحل سلمي غير مستوفاة "في الوقت الراهن".
"استقرار" العلاقات الثنائية
واتفق بلينكن خلال الزيارة إلى بكين، مع القيادة الصينية على الحاجة إلى "استقرار" العلاقات الثنائية، مؤكدًا "وضوح رؤيته" بشأن الخلافات الواسعة بين البلدين.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي بعد محادثات في بكين استمرت يومين: إنّه "في كلّ اجتماع، شدّدت على أنّ المشاركة المباشرة والتواصل المستمر على المستويات العليا هما أفضل طريقة لإدارة الخلافات بمسؤولية وضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
وأضاف: "سمعت نفس الشيء من نظرائي الصينيين. كلانا متّفق على الحاجة إلى استقرار علاقاتنا".
لكنّ بلينكن أكّد "وضوح رؤيته" بشأن الصين التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة بشدة في السنوات الأخيرة.
وأضاف: "ليست لدينا أوهام بشأن تحديات إدارة هذه العلاقة. هناك الكثير من القضايا التي نختلف بشأنها بشدة".
صراع أميركي روسي
وفي رفض منه لانتقادات وجهتها الصين، أصر بلينكن أن الرئيس جو بايدن لا يسعى إلى القيام بـ"تقويض" اقتصاد الصين " عبر حظر واشنطن الشامل لصادرات أشباه الموصّلات.
وقال: "نرغب برؤية النمو ونرغب برؤية النجاح في كل جزء من العالم بما في ذلك بالتأكيد الاقتصادات الكبرى مثل الصين (...) لكن في ذات الوقت، ليس من مصلحتنا تزويد الصين تكنولوجيا قد يتم استخدامها ضدنا".
وبحسب بلينكن فإنه "في الوقت الذي تنخرط فيه ببناء برنامج أسلحتها النووي بطريقة غامضة للغاية وعندما تقوم بإنتاج صواريخ تفوق سرعة الصوت، وعندما تقوم باستخدام التكنولوجيا لأهداف قمعية، كيف سيكون من مصلحتنا توفير هذه التقنيات المحددة إلى الصين".
وأكد الوزير الأميركي أن "دولًا أخرى تشعر بذات الشيء".
وتشكل قضية تايوان أحد أهم المسائل الشائكة بين البلدين، ولم تستبعد بكين السيطرة على تايوان بالقوة وأجرت مناورات عسكرية مرّتين منذ أغسطس/ آب قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي.
وكرر بلينكن أنّ بلاده لا تدعم حصول تايوان على استقلالها متمسكًا بموقف واشنطن بالحفاظ على الوضع القائم هناك.
لكنه قال: "لدينا وغيرنا مخاوف عميقة بشأن بعض الإجراءات الاستفزازية التي اتخذتها الصين في السنوات الأخيرة منذ عام 2016".