يوم آخر من العدوان الإسرائيلي عاشه قطاع غزة ارتفعت فيه أعداد الشهداء والجرحى، وازداد حجم الدمار وتفاقمِ الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.
ففي اليوم الثاني والثمانين على بدء الاحتلال حربه على القطاع الفلسطيني المحاصر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حصيلة الشهداء والمفقودين وصلت إلى 28110 أشخاص.
وذكر أن جيش الاحتلال ارتكب خلال 82 يومًا من حرب الإبادة الجماعية الشاملة 1779 مجزرة، لافتًا إلى أن عدد الشهداء الذين وصلوا لمستشفيات القطاع، منذ بداية الحرب، وصل إلى 21110 فلسطينيين بينهم 8800 طفل و6300 امرأة.
وكان القصف البري والجوي والبحري قد تواصل اليوم على غزة، ومما شهده القطاع غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على مدينة خانيونس أدى إلى استشهاد 26 شخصًا على الأقل، وقصف مدفعي على مخيم البريج أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
كما نفذ طيران الاحتلال أحزمة نارية عنيفة في جباليا البلد ومحيطها شمالي قطاع غزة، وتعرّض منزل في رفح جنوبًا للاستهداف.
وبحسب وزارة الصحة في القطاع، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 16 مجزرة في حق عوائل بكاملها؛ راح ضحيتها 195 شهيدًا، فضلًا عن 325 مصابًا.
"وضع إنساني مروّع"
في غضون ذلك، أكدت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز في حديث لـ"العربي"، أن الوضع الإنساني كارثي ومروّع في قطاع غزة، داعية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار.
وأشارت إلى أن الشلل يحيط بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لا يحرك ساكنًا بسبب الفيتو الأميركي.
وشددت على أن "الاحتلال الوحشي لا يمكن تبريره وعلى إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي"، متحدثة عن "إعدامات خارج القانون وقتل للأسرى في السجون وإهانة للمعتقلين".
وكانت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، أكدت أن الاحتلال لا يتوقف عن استهداف مدارس تابعة للأونروا تؤوي النازحين.
وكشفت أن الهلال الأحمر لم تعد لديه أي سيارة إسعاف تعمل في مدينة غزة وشمالي القطاع.
ضربات المقاومة ضد الاحتلال
إلى ذلك، تتواصل المعارك العنيفة في القطاع حيث تتصدى المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال، الذي أعلن مقتل ضابط وجنديين من لواء غفعاتي.
وخلال الساعات الماضية أعلن جيش الاحتلال مقتل 5 ضباط وجنود بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة، وأشار إلى إصابة 43 آخرين بينهم 9 بجروح خطيرة.
وبذلك، ارتفع عدد قتلاه إلى 494 منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينهم 167 قتلوا منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر نفسه، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.
لكن على الرغم مما يتكبّده الجيش الإسرائيلي من خسائر، قال الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، إن الخطوات القادمة من العدوان على قطاع غزة ستكون "قوية وعميقة"، زاعمًا أن قوات الاحتلال "قضت على الآلاف وألحقت الضرر الشديد بقدرة حماس".
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم عن عدد من العمليات التي شنتها ضد الجنود الإسرائيليين؛ من بينها استهداف قوة خاصة للاحتلال تحصّنت بمنزل في جباليا البلد بصاروخ RPO-A المضاد للتحصينات، واستهداف طائرة مروحية بصاروخ سام 18 شمال مدينة غزة، وقنص جندي إسرائيلي شرق مدينة خانيونس.
كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت مستوطنة ناحل عوز بصواريخ 107 وقذائف الهاون، واستهدفت 3 آليات عسكرية للاحتلال في محورَي التفاح والشيخ رضوان بمدينة غزة.
وفي سياق متصل، قالت فصائل فلسطينية اليوم الأربعاء، إن موقفها "موحد فيما يتعلق بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والوصول لصفقة تبادل على قاعدة الكل مقابل الكل".
جاء ذلك في بيان صدر عن القيادة المركزية لتحالف "القوى الفلسطينية"، في ختام اجتماع عقدته في بيروت، لبحث تطورات العدوان على غزة. وشارك فيه ممثلون عن حركة حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير الفلسطينية، وطلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة)، وحركة فتح الانتفاضة.
مواقف وتحركات عربية ودولية
سياسيًا، بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الأميركي جو بايدن جهود الوساطة المشتركة للتهدئة في غزة وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وزار الملك الأردني عبدالله الثاني القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وذكرت وسائل إعلام رسمية أنهما أكدا بعد قمة في العاصمة المصرية، أنهما يرفضان أي تحرك إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وشددا على أنه يتعيّن على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة التي مزّقها العدوان لتخفيف المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليونَي شخص تحت الحصار هناك.
من جهته، ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن، مسألة انتقال إسرائيل إلى "مرحلة مختلفة" في الحرب، بحسب ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض.
وقد ذكر موقع أكسيوس اليوم نقلًا عن خمسة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وعرب، أن من المتوقع أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط أواخر الأسبوع المقبل لمناقشة الحرب في غزة.
وأضاف "أكسيوس" أن بلينكن يعتزم زيارة إسرائيل والأردن والإمارات والسعودية وقطر.