مارادونا في ذكرى رحيله.. ألق لم يحجبه الموت بين النجومية والإدمان
يحظى لاعب كرة القدم الأرجنتيني الشهير دييغو مارادونا بألق حضوره المعهود رغم موته، الذي غدا محطة في سيرة تشهد إلى اليوم المزيد صعودًا وهبوطًا.
عندما فطِن إلى شغفه الكروي، واكتشف بوادر قدراته أمام الساحرة المستديرة، لم يرَ الفتى دييغو الطريق الطويل الذي ستشقّه قدماه من حيّه الفقير في الأرجنتين باتجاه العالمية. لكنه تلمّس تباعًا أثمان جهوده وأخطائه في آن.
فقد تأرجحت مسيرة الرياضي الذي عُرف بكونه "متقلّب المزاج"، بين النجومية وإدمان المخدرات، وما بين القفزة والعثرة، كان مارادونا الموضوع الذي تتناوله الأقلام ويتابعه الجمهور فيمنحه ثناءه أو يسجل مآخذه عليه.
ورغم رحيله في الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي إثر توقف قلبه عن 60 عامًا، ظلّ صدى أهداف مارادونا يلهب صدور محبّيه، مبقيًا عليه حيًا دومًا في قلوبهم.
وكما في التقدير، كذلك في النقد لمسيرة شهدت في خواتيمها تراجعًا غير متوقّع. وينسحب الأمر، في تواصل تسليط الضوء على النجم الراحل، على المستوى الشخصي؛ حيث زعمت امرأة كوبية قبل أيام أن الأسطورة الأرجنتينية اغتصبها واحتجزها عندما كانت قاصرًا قبل 20 عامًا.
انطلاقة بسن مبكرة
أي منعرجات سلكتها حياة دييغو مارادونا فسجّلها التاريخ ليستعيدها الجمهور في ذكرى اللاعب الاستثنائي؟
مما يُذكر بشأن انطلاقة مارادونا أنه لعب عام 1976 أولى مبارياته مع فريق "أرجنتينوس جونيورز". في ذاك النادي، بدأ دييغو مشواره الاحترافي في كرة القدم، في سن السادسة عشرة. واستمر في صفوفه بين عامي 1976 و1981، مسجلًا خلال تلك الفترة 115 هدفًا في 167 مباراة.
عام 1981، انتقل إلى صفوف النادي العريق "بوكا جونيورز"، وهناك بزغ نجمه وفاز بأولى بطولاته محققًا مع الفريق لقب الدوري.
سجّل العام 1982 أولى مشاركات مارادونا في بطولة كأس العالم، لينتقل بعد ذلك إلى صفوف نادي برشلونة الإسباني في صفقة كانت الأغلى حينها في التاريخ وبلغت بحسب موقع "التلغراف" 7.6 مليون دولار.
وفي إسبانيا، حقق مارادونا بطولة الكأس والسوبر بألوان الفريق الكتالوني. إلا أن مسيرته مع الفريق لم تكن حافلة بالنجاح كما كان متوقعًا. إذ تعرّض للإصابة بالتهاب الكبد ثم كسر في الكاحل. ووصلت علاقته مع الفريق إلى نهايتها قبل تعافيه وعودته للملاعب.
الحال كان مختلفًا في صفوف نابولي الإيطالي، الذي انتقل إليه مارادونا عام 1984 محطمًا رقمه الأغلى السابق، بصفقة بلغت بحسب "التليغراف" أكثر من 10 ملايين دولار.
وحصد نابولي بقيادة دييغو الذي حمل الرقم "10" بطولات محلية وأوروبية أبرزها الدوري الإيطالي مرتين عامي 1987 و1990، وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989، وكذلك بطولتا الكأس والسوبر الإيطالي في 1987 و1990.
كأس واحتفالات
في رحلته مع منتخبه الوطني، صنع مارادونا التاريخ عام 1986 بعد أن قاد بلاده إلى الفوز بكأس العالم.
أُقيم يومها اللقاء النهائي على أرض المكسيك، وتواجهت فيه الأرجنتين مع ألمانيا الغربية، وشهد في ختامه تسليم الكأس لدييغو وانتشار الاحتفالات في شوارع الأرجنتين.
بعد سنوات أربع شهدت البطولة العالمية نهائيًا مماثلًا. وفيما جمع الأرجنتين مرة أخرى مع ألمانيا الغربية، إلا أن فريق "التانغو" لم يفز.
بما يخصّ مارادونا على وجه التهديد، سجل كأس العالم بنسخته لعام 1994 نهاية مسيرته الدولية بعد ثبوت تعاطيه المنشطات خلال المباريات.
كما شهدت السنوات التالية ترنجه بين تعاطي الكوكايين وإدمان الكحول إلى أن اعتزل اللعب عام 1997.
اتجه الرجل بعد ذلك إلى التدريب ولم يسجل النجاح نفسه، لا سيما وأنه فشل في تدريب الأرجنتين وخرج مبكرًا من كأس العالم. كما عُدّ الرحيل السريع من الفرق من العلامات التي ميّزت مسيرته التدريبية.