لمرضى السرطان معاركهم الخاصة التي يخوضونها لاسترجاع قوتهم وإرادتهم نحو طريق التعافي من هذا المرض.
لكن في شمال غربي سوريا تزداد معاناة هذه الفئة من الناس بعدما عُلقت رحلة علاج الكثير منهم للمشافي التركية، لأسباب فرضتها كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب طرفي الحدود في فبراير/ شباط الماضي.
وبات عدد مرضى السرطان في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة اليوم يزيد عن 3000، بينهم أكثر من 600 حالة تم تسجيلها من جانب مديرية الصحة في إدلب في الفترة التي أعقبت الزلزال. ويحدث ذلك وسط انهيار كبير يشهده القطاع الطبي في تلك المناطق.
استمرار إغلاق معبر باب الهوى يعمّق معاناة مرضى السرطان في الشمال السوري#شبابيك #سوريا تقرير: خالد الإدلبي pic.twitter.com/efZGwzSjTc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 17, 2023
ومنذ الزلزال المدمر أغلقت تركيا معبر باب الهوى الذي يجتازه المرضى من أجل تلقي العلاج على الطرف الآخر من الحدود، لكنها عاودت فتحه قبل أسابيع بشكل خاص للذين كانوا يتلقون العلاج قبل وقوع كارثة الزلزال.
"أنقذوهم"
وفي ظل ما يحدث، أطلقت منظمات إنسانية ونشطاء في شمال غرب سوريا حملة باسم "أنقذوهم" لتسليط الضوء على معاناة الآلاف من هؤلاء المرضى في سبيل إحداث ضغط من أجل إيجاد فرصة لإنقاذ أرواحهم، لا سيما أن السرطان لا ينتظر، وفي كل تأخير تقل فرص العلاج منه.
وكانت وسوم عديدة انتشرت أبرزها هاشتاغ "أنقذوا مرضى السرطان"، ووسم "السرطان لا ينتظر"، خلال اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل العديد من الناس مع هذه الحملة، منهم من أقبلوا على حلق رؤوسهم تعبيرًا عن تضامنهم مع المرضى، حيث وثقوا ذلك بمقاطع فيديو مصورة.
سوريون يحلقون شعرهم تضامنًا مع إطلاق حملة "أنقذوهم" لمساعدة مرضى السرطان في الشمال السوري #تواصل #سوريا pic.twitter.com/KFHta04C3k
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 21, 2023
وفي سياق متصل، تفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحملة، إذ أشار الصحافي ماجد عبد النور إلى ضرورة تشكيل وفد طبي أممي لدراسة أسباب التزايد المرعب لمرض السرطان في الشمال السوري، فبرأيه تعد تلك الزيادة مخيفة، وتستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لمعرفة الأسباب، إذ يشخص يوميًا حسب قوله من أربع إلى خمس حالات سرطان.
أما من وجهة نظر الناشط خالد حسن، فالوضع الحالي يقتضي أن يتم فتح المعبر الحدودي إلى تركيا لتقديم العلاج مباشرة لجميع المرضى في أسرع وقت ممكن، وذلك لصعوبة حالتهم التي لا تحتمل الانتظار لفتح مستشفيات وتقديم الدواء لهم كما يقول خالد.