اتهمت تقارير امرأة روسية بـ"اختطاف الأطفال من أوكرانيا"، وهي جريمة لم يُنكرها الكرملين بل يؤكد أنها ستستمر.
وكانت تقارير دولية حذّرت منذ أشهر من أن "آلاف الأطفال الأوكرانيين يُرحّلون قسرًا إلى روسيا" من المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، من بينها خيرسون وزابوريجيا "لإعادة توطينهم في أسر حاضنة بهدف تحويلهم إلى مواطنين روس".
وقد أشارت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن الأمر "يرقى إلى مستوى جريمة حرب"، محذرة من أن هناك أدلة على نقل غير قانوني للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.
"اختطاف وتجنيس".. #بوتين ملاحق دولياً بتهمة خطف الأطفال الأوكرانيين بعد أن أعطى الضوء الأخضر لمسؤولة روسية لتنفيذ المخطط، فمن تكون؟#روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/qPW3HK21Lo
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 19, 2023
وبينما ذكرت السلطات الأوكرانية أن العدد تجاوز 16 ألفًا، اعترفت موسكو - وفق صحيفة "الغارديان" - باحتجاز ما لا يقل عن 1400 طفل أوكراني وصفتهم بـ"الأيتام".
وقالت إن نحو ألفَي طفل على الأقل نُقلوا إلى روسيا من دون مرافق؛ بعضهم حضر "معسكرات إعادة التأهيل" التي أقامتها روسيا في المناطق التي احتلتها لكنهم اختفوا لاحقًا، فيما لم تتجاوز أعمار آخرين 4 أشهر.
بدورها، ذكرت صحيفة "التلغراف" أن كثيرًا من الأطفال خضعوا للتبني من قبل عائلات روسية.
ماريا لفوفا بيلوفا.. "الأم روسيا"
وتعد من أوائل المنخرطين في الأمر مفوضة حقوق الطفل الروسية ماريا لفوفا بيلوفا، التي أعلنت في فبراير/ شباط الماضي تبنّي فتى من مدينة ماريوبول الأوكرانية يبلغ من العمر 15 عامًا.
وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحقها، بتهمة "الاختطاف الجماعي للأطفال الأوكرانيين". كما أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين وحمّلته المسؤولية.
وتصف وسائل إعلام روسية ماريا لفوفا بيلوفا (38 عامًا) بـ"الأم روسيا". وكان الرئيس الروسي عيّنها مفوضة لحقوق الطفل عام 2021، وهي أم لـ23 طفلًا بعضهم بيولوجي وبعضهم بالتبني، وفقًا لـ"التلغراف".
وفيما يُعتبر الفتى الأوكراني أحد هؤلاء الأطفال، زعمت ماريا أن أوصياءه تركوه في الشوارع بعد وفاة والدته بسبب السرطان.
وبيلوفا التي تزور الأراضي الأوكرانية بانتظام، تعمل - بحسب الصحيفة - على تنفيذ مخطط اختطاف الأطفال باعتباره "خطة إنقاذ روسية". وقد منحها بوتين الإذن لاتخاذ إجراءات عدّة تسهل عمليات التبني القسري في روسيا، وتسرّع منح الجنسية الروسية للأطفال الأوكرانيين.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صرّحت بالقول: "فرحة لا توصف ودموع فرح، هذه هي المشاعر التي أشعر بها في مثل هذه المناسبات".
وذكرت حينها أن "ثلاث طائرات تابعة لوزارة الدفاع الروسية هبطت في موسكو حاملة أيتامًا من دونباس".
وأضافت: "خلال الأيام القليلة الماضية تمكنا من إحضار 234 طفلًا".