Skip to main content

مثيرة ومرعبة.. ملازم بسلاح الطيران الروسي يروي رحلة هروبه إلى ليتوانيا

الأربعاء 14 يونيو 2023
حاول الملازم ديمتري ميشوف ترك سلاح الطيران الروسي قبل بدء الهجوم على أوكرانيا

روى ضابط روسي منشق قصة عن رحلة هروبه إلى ليتوانيا تلافيًا لتأدية "مهمة" ضمن الهجوم الذي تشنه بلاده على أوكرانيا، مؤكدًا رفضه "المشاركة في جريمة".

الملازم ويُدعى ديمتري ميشوف (26 عامًا)، كان يعمل ملّاحًا للمروحيات الهجومية، وكانت قاعدته في منطقة بسكوف شمال غربي روسيا، ويقدم رواية عن حالة نادرة ومثيرة.

في يناير/ كانون الثاني 2022، وعند بدء تهيئة الطائرات للمعارك، شعر دميتري باقتراب نشوب حرب حقيقية وليس مجرد تدريبات قتالية، فحاول ترك سلاح الطيران.

لكن الإجراءات لم تكتمل قبل بدء الحرب في أوكرانيا، فأُرسل إلى بيلاروسيا حيث عمل على متن مروحيات توصل شحنات عسكرية.

ولدى عودته إلى قادته في روسيا في أبريل/ نيسان من العام نفسه، كان يأمل استكمال إجراءات تركه الخدمة في الجيش.

وما أن أوشكت العملية الطويلة على الاكتمال، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر/ أيلول 2022 التعبئة العسكرية الجزئية في البلاد، وأُبلغ دميتري بأنه لن يُسمح له بترك الجيش.

"واجبي حماية بلادي من العدوان"

وتنقل "بي بي سي" عن ميشوف قوله: "أنا ضابط عسكري، واجبي هو حماية بلادي من العدوان. لا أن أصبح شريكًا في جريمة. لم يشرح لنا أحد لماذا بدأت هذه الحرب، ولماذا اضطررنا إلى مهاجمة الأوكرانيين وتدمير مدنهم".

والضابط الروسي ديمتري ميشوف الذي يصف الحالة النفسية لأفراد الجيش الروسي بأنها تتفاوت من شخص إلى آخر، يقول إن بعضهم يؤيّد الحرب وبعضهم الآخر يعارضها بشدة.

ويذكر أن "من يؤمنون بأنهم يقاتلون من أجل حماية روسيا من خطر حقيقي قليلون، بينما أحد في الجيش لا يصدق الرواية الرسمية التي تفيد بأن الأمور تسير على ما يرام على جبهة القتال، أو تلك التي تتحدث عن انخفاض في أعداد الخسائر البشرية".

إلى ذلك، يؤكد الضابط الروسي ديمتري ميشوف بأن الخسائر في صفوف قوات سلاح الطيران هائلة، حيث تنقل عنه "بي بي سي" قوله: "يمكنهم الاستعاضة عن المروحيات بمروحيات جديدة، لكن ليس هناك عدد كاف من الطيارين".

ويضيف: "إذا ما قارنّا ذلك بالحرب في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، نحن نعلم أن الاتحاد السوفيتي فقد 333 مروحية هناك. أظن أننا تكبدنا خسائر مماثلة في غضون عام واحد".

رحلة هروب الضابط الروسي ديمتري ميشوف

بعد نحو عام من القتال، قال ديمتري "إنه لم يذهب إلى أوكرانيا"، لكنه كشف أنه دُعي في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى "تنفيذ مهمة".

وحينها علم أن ذلك يعني شيئًا واحدًا، وهو الذهاب إلى أوكرانيا. وبينما نصحه بعض رفاقه في الجيش بمحاولة الاختباء في روسيا، كان يعلم أن السلطات ستعثر عليه وتعاقبه، لذا أقدم على محاولة الانتحار حتى يتم تسريحه لأسباب صحية.

وبينما كان الضابط الروسي ديمتري ميشوف يتعافى في المستشفى قرأ عن ضابط سابق نجح في الهروب إلى لاتفيا، فقرر أن يحذو حذوه. فطلب المساعدة على قنوات تطبيق تلغرام لكي يتمكن من التخطيط لطريق عبر الغابات، وصولًا إلى حدود الاتحاد الأوروبي.

كانت رحلة هروبه مرعبة سيرًا على الأقدام، لم يأخذ معه فيها سوى أقل قدر ممكن من الأمتعة، وسط خشية من اعتقاله على يد حرس الحدود.

وفي مرحلة ما أُطلقت قنبلتا إنارة على مقربة منه، فشعر بالفزع من احتمال أن يكون حرس الحدود يتعقبه وبدأ يركض.

وعندما رأى سياجًا من الأسلاك تسلّقه وعبر إلى الناحية الأخرى، فهدأ حينها وعلم أنه قد وصل إلى وجهته.

المصادر:
العربي
شارك القصة