مجازر ومجاعة ونزوح.. هكذا دمّرت الحرب الإسرائيلية شكل الحياة في غزة
أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبّبت في أزمة إنسانية خانقة تشمل النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 30717 شهيدًا و72156 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء.
وأدت الحرب إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
وبناء على كل هذه الانتهاكات والجرائم والمجازر، رفعت جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، تتّهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفيما يلي بعض الحقائق المهمة عن الأوضاع في قطاع غزة:
نزوح جماعي
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": إنّ نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75% من السكان، نزحوا داخل غزة. فيما اضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.
والشهر الماضي، كثّفت إسرائيل قصفها لمدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يكتظ نحو 1.5 مليون شخص.
ومعظم السكان الذين يعيشون في رفح حاليًا، نزحوا من منازلهم في شمال القطاع هربًا من الحرب.
الصحة والمستشفيات
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى توقّفت عن العمل، مضيفة أنّ 12 منها فقط يعملون جزئيًا، 6 منها في شمال القطاع و6 في الجنوب. بينما يعمل مستشفى الأمل في خانيونس بالحد الأدنى.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية أمس الثلاثاء: إنّ أكثر من 8 آلاف شخص بحاجة إلى نقلهم خارج غزة لتلقي العلاج.
وأضاف أنّ نحو 6 آلاف فلسطيني يحتاجون إلى الخروج من القطاع بسبب إصابات وأمراض مُرتبطة بالحرب، في حين يُعاني ألفان من السرطان وأمراض مزمنة خطيرة أخرى.
والأحد الماضي، زار فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها مستشفيي كمال عدوان والعودة في شمال غزة، لتوصيل الإمدادات لأول مرة منذ بدء العدوان.
ووصف بيبركورن الوضع في مستشفى العودة بأنّه "مروّع على وجه الخصوص" بسبب تدمير أحد مبانيه.
وقال أحمد ضاهر، رئيس المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية في غزة: "المستشفيان اللذان زرناهما يُمثّلان النظام الصحي بوجه عام في غزة، إذ يُكافحان من أجل الاستمرار في العمل بكميات صغيرة من المساعدات، مما يجعلهما بالكاد يعملان لخدمة المحتاجين".
وأضاف: "واجه كلا المستشفيين نقصًا في الوقود والطاقة والموظّفين المتخصّصين. وكان غالبية الأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفيين يعانون من الصدمة".
واليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 18 شهيدًا، محذرةً من أنّ المجاعة في الشمال "وصلت مستويات قاتلة".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، رُفضت معظم طلبات منظمة الصحة العالمية لزيارة شمال غزة، ولم يُسمح بتسهيل سوى 3 طلبات فقط من أصل 16 طلبًا.
وأضافت المنظمة أنّه لم يُسمح بتسهيل أي طلبات لتنفيذ مهام تقودها بنفسها في شمال قطاع غزة الشهر الماضي.
المساعدات الإنسانية والجوع
أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع واردات الغذاء والعقاقير والطاقة والوقود إلى غزة، مع بداية الحرب.
وسمحت فيما بعد بدخول شحنات المساعدات. لكنّ منظمات الإغاثة تقول: إنّ التفتيش الأمني وصعوبة التحرّك عبر منطقة تُدور فيها حرب يعرقلان عملياتها بشدة.
وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة: إنّ معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة "مرتفعة للغاية" وهي أعلى بنحو 3 أمثال مما عليه الوضع في جنوب القطاع الفلسطيني حيث تتوفّر المزيد من المساعدات.
وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "عندما يبدأ الأطفال في الموت جوعًا، ينبغي أن يكون ذلك تحذيرًا لا مثيل له".
وأضاف: "إذا لم يكن ذلك الآن، فمتى يحين الوقت المناسب لبذل قصارى جهدنا وإعلان حالة الطوارئ وإغراق غزة بالمساعدات التي تحتاجها؟".
وقال بيبركورن من منظمة الصحة العالمية: إنّ واحدًا من كل 6 أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة.
وتزايدت الدعوات الموجّهة إلى إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية منذ استشهاد فلسطينيين كانوا يتجمّعون للحصول على المساعدات في غزة الشهر الماضي.
وقالت السلطات الصحية في غزة: إنّ 118 شخصًا استشهدوا بنيران إسرائيلية في "مجزرة الطحين" في شارع الرشيد.
كما نفّذ الجيش الأميركي أول عملية إنزال جوي للمساعدات الغذائية على سكان غزة السبت الماضي، مضيفًا أنّه يعتزم تنفيذ المزيد.
ويُنظر إلى عملية الإنزال الجوي على أنّها أحدث دلالة على أنّ واشنطن بدأت تتخطّى الطرق الدبلوماسية مع إسرائيل، التي تشكو الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أنّها منعت أو قيّدت وصول المساعدات.