تحت عنوان "معًا نداوي نتعلّم ونشرق" يحلّ اليوم العالمي للاجئين لهذا العام.
وتُسجّل في هذه المناسبة، مجموعة من الحقائق من بينها ما يُفيد بأن نحو 80 مليون شخص في العالم اضطروا إلى ترك ديارهم؛ من بينهم حوالي 26 مليون لاجئ نصفهم تقريبًا دون سن 18 عامًا.
وتشير الأرقام إلى أن واحدًا من بين كل مئة شخص من سكان العالم نزح قسرًا نتيجة النزاعات أو الاضطهاد، وأن 85% من اللاجئين حول العالم يعيشون في بلدان فقيرة أو متوسطة الدخل.
وينتمي 68% من اللاجئين في العالم إلى خمس دول فقط؛ فمن سوريا يُحصى 6 ملايين و600 ألف لاجئ، ومن فنزويلا يُسجل 3 ملايين و700 ألف لاجئ، وإلى أفغانستان يُنسب مليونان و700 ألف لاجئ.
وبما يخص جنوب السودان فإن مليونين ومئتي ألف لاجئ تركوا أرضهم، أما ميانمار فمنها مليون ومئة ألف لاجئ.
اللجوء السوري والفلسطيني
بحسب الأمم المتحدة، فإن 13 مليونًا و400 ألف شخص بحاجة للمساعدة في سوريا، منهم 6 مليون و700 ألف نازح داخليًا، و6 ملايين و600 ألف لاجئ حول العالم.
وتستضيف الدول المجاورة 5 ملايين و500 ألف منهم، والعدد الأكبر من اللاجئين السوريين المسجّلين أي أكثر من 3 ملايين و600 ألف شخص تستضيفهم تركيا.
إلى ذلك، تعيش الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في دول الجوار في المناطق الحضرية، بينما يعيش 1 من بين كل 20 منهم في مخيمات للاجئين.
وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، هناك ما يقارب 5 ملايين و600 ألف لاجئ.
ويعيش ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأنروا، أو ما يزيد على مليون و400 ألف لاجئ، في 58 مخيم للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
أهمية التكيّف الصحي
وتتحدث المعالجة النفسية رانيا سليمان عما تصفه بـ "التبعات الأساسية" للجوء ومنها ما يأتي على الصعيد الاجتماعي، إلا أنها تعتبر أن الأهم هو ذاك المرتبط بالجانب النفسي.
وتتناول ما يشعر به المرء إزاء تركه لأرضه ومنزله وتاريخه وكل ما يعنيه، ولجوئه إلى مكان جديد لا يعرف عنه شيئًا. وتقول إنه إذ يجد نفسه في طور التعلّم والتكيّف؛ إما أن يتكيّف بشكل صحي أم يبدأ بوضعية التكيّف المرضي.
وتشير إلى أن اللاجئ المسن، هو ذاك الذي يحمل الإرث والتاريخ وعاش نكبة التهجير والحرب والطغيان، وبعد أن انتقل إلى مكان آخر يبقى هدفه الأساسي الحفاظ على موروثاته الثقافية ونقلها إلى الأجيال التي تليه.
وتلفت إلى أن هذا المسن يواظب على الكلام عن موروثاته بفخر ولكن بألم أيضًا، مضيفة أن ذلك الألم هو الذي يرثه الأبناء نتيجة معاناته.
وحول الأطفال الذين وُلدوا في بلدان اللجوء، ترى أن معرفة الطفل للهوية الخاصة بالبلد الذي ينتمي له هي القاعدة الاساسية لتأسيس كافة قضايا الهوية على الصعيدين الإنساني والنفسي.
وتشير إلى أهمية مساعدة الأطفال على التكيّف بشكل صحي وعدم الانعزال داخل المخيمات والتجمعات، وكذلك التعرف على الثقافة الجديدة بغرض الحفاظ على الهوية من جهة ومعرفة أن اللاجئين يعيشون وضعية أخوة مع شعب استقبلهم ضيوفًا، ولا بد من التكيّف واحترام عاداته وتقاليده من جهة أخرى.