اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء وناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية في محادثات "منفتحة وصريحة"، حسبما أفاد مسؤول أميركي.
وكان بلينكن وصل إلى السعودية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في زيارة مرتقبة، وسط توتر في العلاقات نتيجة خلافات ازدادت عمقًا بخصوص قضايا منها ملف إيران وأمن المنطقة وأسعار النفط وحقوق الإنسان.
وأفاد مسؤول أميركي أن بلينكن وولي العهد السعودي، اجتمعا لمدة ساعة و40 دقيقة وناقشا قضايا من بينها إسرائيل والصراع في اليمن والاضطرابات في السودان وحقوق الإنسان.
وقال المسؤول الأميركي: "كانت هناك درجة جيدة من التقارب حول مبادرات محتملة نتشارك الاهتمام بشأنها بينما ندرك أيضًا أن بيننا اختلافات".
وأضاف المسؤول الأميركي "ناقشا إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واتفقا على استمرار الحوار بهذا الخصوص" دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.
وسط توتر العلاقات بين البلدين.. #بلينكن يزور #السعودية لبحث التحالف الاستراتيجي ومناقشة القضايا الإقليمية والعالمية#للخبر_بقية #أميركا pic.twitter.com/9KFHjvwlSc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 6, 202
"ملفا اليمن والسودان"
وناقش الرجلان الشأن اليمني والسبل المحتملة لحل القضايا العالقة، بينما شكر وزير الخارجية الأميركي الأمير محمد بن سلمان على دور المملكة في الدفع من أجل وقف إطلاق النار في السودان ومساعدتها في إجلاء مواطنين أميركيين من هناك.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن بلينكن أثار أيضًا مع الأمير محمد بن سلمان قضايا حقوق الإنسان بشكل عام وكذلك حالات بعينها غير أنه لم يحدد تلك الحالات المحددة التي تناولاها.
سمو #ولي_العهد يجتمع بوزير الخارجية الأمريكي، ويستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وأوجه التعاون في مختلف المجالات، ويبحثان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها. pic.twitter.com/1odLt9U08G
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) June 6, 2023
وتزامنًا مع زيارة بلينكن، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض لتدشين مرحلة جديدة بعد سنوات من التوتر أنهاها اتفاق بوساطة صينية في مارس/ آذار الماضي.
زيارة بلينكن للسعودية
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر، أن هناك ملفات كبيرة جدًا عالقة بين الرياض وواشنطن، لافتًا إلى أنه رغم العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، تبقى المملكة تبحث عن مصلحتها فوق كل اعتبار، مشيرًا إلى أنها ستتوجه إلى الصين وروسيا، وإلى أي دولة أخرى، فيما تشعر واشنطن أن القطار يفوتها في مثل هذه المشاريع الكبرى.
وفي حديث لـ"العربي" من الرياض، يشير إلى هناك مشاريع إستراتيجية أو جيوسياسية مثل محاولة واشنطن ربط المملكة والهند وإسرائيل والإمارات بتحالف، معربًا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة بدأت تحاول الآن استرجاع ما فاتها من تقصير مع حليفتها الإستراتيجية المملكة العربية السعودية.
وبشأن استعداد الرياض لتلبية رغبات الولايات المتحدة في معظم الملفات الحاضرة في زيارة بلينكن، يوضح بن عمر أن العلاقات السعودية الإسرائيلية هي آخر ملف تفكر الرياض في تقديمه على طاولة المفاوضات السعودية الأميركية، لافتًا إلى أن هناك ملفات أكبر وأكثر احتياجًا من ضمنها التسليح، وطائرات متقدمة أميركية تبحث عنها المملكة.
وبالنسبة للملف الإيراني، يشير بن عمر إلى أن السعودية لم تفكر في أخذ رأي الإدارة الأميركية فيما تقوم به من علاقات خارجية، وكذلك الأمر لناحية الصين وروسيا.