الجمعة 20 Sep / September 2024

محطة زابوريجيا النووية.. هذه هي خطة روسيا لتفعيل "سيناريو الطوارئ"

محطة زابوريجيا النووية.. هذه هي خطة روسيا لتفعيل "سيناريو الطوارئ"

شارك القصة

ناقش الباحث السياسي أوراغ رمضان الصراع الروسي الأوكراني على محطة زابوريجيا (الصورة: غيتي)
كشفت صحيفة "غارديان" تفاصيل الخطة الروسية لفصل محطة زابوريجيا عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى حدوث عطل كارثي في ​​أنظمة التبريد الخاصة بها.

كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية تفاصيل الخطة الروسية لفصل أكبر محطة نووية في أوروبا عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى حدوث عطل كارثي في ​​أنظمة التبريد الخاصة بها.

وسيطرت روسيا على محطة زابوريجيا في مارس/ آذار الماضي خلال حربها على أوكرانيا، لكن لا يزال العمال الأوكرانيون يديرونها. وكان هناك قلق متزايد بشأن الإدارة الروسية للموقع في الأسابيع الأخيرة، والضغط على موسكو للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالزيارة.

ودعا العديد من زعماء العالم إلى انسحاب القوات العسكرية من موقع زابوريجيا، بعد ظهور لقطات لمركبات للجيش الروسي داخل المحطة، وحذروا روسيا من قطعها عن الشبكة الأوكرانية وربطها بشبكة الكهرباء الروسية.

لكن بترو كوتين، رئيس شركة الطاقة الذرية الأوكرانية، قال لصحيفة الغارديان في مقابلة إن المهندسين الروس وضعوا بالفعل مخططًا للتبديل على أساس التخطيط لحالات الطوارئ في حالة قطع اتصالات الطاقة المتبقية.

وأشار إلى أن "الروس قدّموا الخطة إلى عمال المحطة، الذين قاموا بدورهم بتقديمها إلى الشركة".

وأضاف أن الخطة الروسية قد تلحق أضرارًا جسيمة بجميع الخطوط التي تربط محطة زابوريجيا بالشبكة الأوكرانية، مبديًا خشيته من أن يستهدف الجيش الروسي هذه الخطوط لجعل سيناريو الطوارئ حقيقة واقعة.

وتشمل التهديدات الأخرى للأمن النووي في المحطة تكدّس الآليات في قاعات التوربينات بحيث سيكافح رجال الإطفاء للوصول إليها إذا اندلع حريق، وحملة من الرعب ضد العمال الذين اختاروا البقاء في المحطة الأمامية.

وتعرّض أحدهم للضرب حتى الموت، بينما أُصيب آخر بجروح بالغة لدرجة أنه احتاج إلى ثلاثة أشهر للتعافي. وقال كوتين إن أكثر من 200 اعتقلوا.

وأشار كوتين إلى أن "توصيلات الكهرباء بالمحطة في وضع حرج بالفعل، حيث تعطّلت ثلاثة من أربعة خطوط رئيسية تربطها بشبكة أوكرانيا خلال الحرب، كما أن اثنين من الخطوط الاحتياطية الثلاثة التي تربطها بمحطة طاقة تقليدية معطلان أيضًا".

وأكد أن "الخطة الروسية لفصلها بالكامل عن الشبكة ستزيد من خطر حدوث عطل كارثي من خلال تركها معتمدة على مصدر واحد للكهرباء لتبريد المفاعلات".

وقال: "لا يمكنك التبديل من نظام إلى آخر على الفور، عليك إغلاق كل شيء من جانب، ثم تبدأ في التحول إلى جانب آخر".

وأثناء التحوّل بين أنظمة الشبكة، ستعتمد المحطة فقط على مولد احتياطي يعمل بالديزل، مع عدم وجود خيارات أخرى في حالة فشل ذلك. وبعد 90 دقيقة فقط بدون كهرباء، ستصل المفاعلات إلى درجة حرارة خطيرة.

وقال كوتين: "خلال هذا الفصل، لن يتمّ توصيل المحطة بأي مصدر طاقة، وهذا هو سبب الخطر؛ لأنها إذا فشلت في توفير التبريد لمدة ساعة ونصف الساعة، فعندئذ سيحصل الذوبان بالفعل".

مخاطر الحريق

كما أعرب كوتين عن قلقه من مخاطر الحريق من المركبات المكدسة في قاعات التوربينات، والتي تقع بجوار المفاعلين اللذين لا يزالان قيد التشغيل. وكشفت مصادر في المصنع أن هناك 14 شاحنة في إحدى القاعات، وستة على الأقل في أخرى.

وقال: "في حال اندلاع حريق في قاعة التوربينات، فليس هناك أي إمكانية لإخماده أو التخفيف من عواقبه، لأن فرق الإطفاء لا يمكنها الدخول إلى المحطة بسبب هذه المركبات. وعندها، يمكن أن ينتشر أي حريق باتجاه مباني المفاعل، حيث سيكون للحريق تداعيات كارثية إلى أبعد من المنطقة المجاورة".

وأضاف أن هذا الوضع "خطير للغاية ليس فقط على أوكرانيا، ولكن أيضًا على العالم بأسره لأنه لا يمكنك أبدًا تحديد اتجاه الرياح وقت وقوع الكارثة".

ومن المتوقّع أن يصل مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى المحطة في غضون أسبوع أو أسبوعين للتحقق من الأمن، بعد إحراز تقدم في المفاوضات مع روسيا بشأن زيارة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبانتظار وصولهم، أبدى كوتين ثقته بأن العمال الأوكرانيين الذين ضحّوا كثيرًا من أجل المحطة سيكونون قادرين على الحفاظ على سلامتها.

وقال: "على أي حال، لن نسمح للروس بافتعال كارثة نووية، وسنفعل كل شيء لإعادة المحطة إلى سيطرتنا الكاملة وتشغيلها بأمان ، كما كانت دائمًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close