جددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأحد، نفيها الادعاءات الإسرائيلية بشأن محاولة اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام، محمد الضيف، في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مواصي خانيونس أمس السبت.
واليوم الأحد، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين قولهم: "حتى الآن لم ترد أي معلومات استخبارية جديدة تؤكد صحة خبر اغتيال محمد الضيف".
وأمس السبت، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن العملية التي نفذها جيش الاحتلال في منطقة المواصي بقطاع غزة استهدفت الضيف ونائبه.
وكان قصف جوي إسرائيلي قد طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيًا وإصابة 300 آخرين، بينهم العشرات من الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
"محمد الضيف بخير ويسمع كذب نتنياهو"
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال القيادي في حماس محمود مرداوي: إن قيادة الحركة أكدت بشكل واضح أن الضيف يسمع نتنياهو وهو يكذب ويقدم روايات ليبرر إراقة دماء الأطفال والنساء".
وأضاف أن ما جرى هو جريمة وأرادت إسرائيل أن تبررها، مشيرًا إلى أن الاحتلال قتل العديد من الفلسطينيين تحت مبررات وجود أهداف عسكرية وقيادات من المقاومة الفلسطينية.
والسبت، نفت حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن هذا القصف استهدف الضيف ونائبه، وقالت في بيان: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقًا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
ورغم تأكيد حماس جاهزيتها لـ"التعامل بإيجابية مع أي صفقة تؤّمن وقف إطلاق نار دائم وانسحابًا كاملًا للجيش الإسرائيلي من غزة، وتحقيق إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى، وتوفير الإغاثة لسكان القطاع، إلا أن جهود الوساطة تواجه عقبات في ظل إصرار نتنياهو على عدم وقف الحرب.
وأمس السبت، قال مصدران أمنيان مصريان لوكالة "رويترز": إن "محادثات وقف إطلاق النار في غزة توقفت بعد مفاوضات مكثفة على مدار ثلاثة أيام لم تفض إلى نتيجة قابلة للتطبيق"، مشيرين إلى أن إسرائيل ليس لديها نية حقيقية لديها للتوصل إلى اتفاق.
"ثابتون على مواقفنا"
وبشأن تأثير مجزرة المواصي على المفاوضات، أشار القيادي في حماس محمود مرداوي عبر التلفزيون العربي، إلى أن رئيس الموساد ديفيد برنياع يعتبر أن الضغط العسكري أي المجازر وإراقة الدماء ستؤدي إلى تنازلات، مشيرًا إلى أن هذا النهج لا يعكس فقط موقف نتنياهو، إنما يعكس أيضًا موقف الوفد الإسرائيلي المفاوض.
وفيما شدد على أن حركة حماس لن تمنح نتنياهو الفرصة، أكد ثبات الحركة على مواقفها وثوابتها وأهدافها، مشيرًا إلى أنها ستواجه نتنياهو وتضغط عليه لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى من الطرفين.
لقاء رئيس الموساد في قطر "قائم حتى هذه اللحظة"
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد عن مصدر غربي وصفته بالمطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أن اللقاء المرتقب لبرنياع في قطر لم يتم إلغاؤه، وهو قائم حتى اللحظة.
وفي هذا الإطار، أوضح مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة أحمد جرادات، أن اللقاء المرتقب لرئيس الموساد يأتي في سياق مباحثات ومفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وكانت قد تمت جدولته قبل المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في منطقة المواصي بخانيونس.
وأضاف: "ليس واضحًا بعد إن كان رئيس الموساد سيلتقي بالوسطاء فقط، أم أنه استكمال لجولة المفاوضات التي بدأت في الأسبوع الأخير، في ظل الأنباء التي تتحدث عن تعليق المفاوضات عقب المجزرة".
وأردف بأن لا تأكيد إسرائيليًا حتى اللحظة إن كانت جولة المفاوضات قد ألغيت بالفعل أم لا.
وأشار مراسلنا إلى أن القلق يعتري عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين منذ الساعات الأولى، بعد ما تم تداوله عن عمليات اغتيال، وسقوط عدد كبير من الشهداء، في ظل الخشية من عرقلة ونسف هذه الصفقة.