استشهد وأصيب أكثر من 100 فلسطيني اليوم السبت، في عدة غارات متتالية للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة.
ومنذ 9 أشهر، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وخلّف دمارًا هائلًا ومجاعة أودت بحياة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء.
عشرات الشهداء والإصابات في قصف على المواصي
وأفاد مراسل التلفزيون العربي صالح الناطور، بأن الاستهداف لمنطقة المواصي تم بأكثر من صاروخ، حيث سمع صوت انفجارات متعددة.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان: "وصل 20 شهيدًا وأكثر من 90 إصابة بينها حالات خطيرة إلى مجمع ناصر الطبي في محافظة خانيونس، جراء المجزرة الإسرائيلية في منطقة المواصي"، مضيفة أن "الطواقم الطبية ما زالت تتعامل مع هذه الحالات حتى اللحظة".
وأشارت إلى العجز "عن تقديم الخدمات الطبية في مستشفى ناصر بخانيونس بسبب العدد الكبير من الجرحى".
وجاء هذا الاستهداف بعد آخر، في مواصي خانيونس أدى إلى استشهاد أربعة من موظفي مؤسسات الإغاثة الدولية في المنطقة، واستهدف مخزنًا لوزارة التنمية الاجتماعية، وقتل كذلك ممثل مؤسسة الخير البريطانية الناشطة في مجال الإغاثة.
إلى ذلك، ذكر "المركز الفلسطيني للإعلام" أن المنطقة المستهدفة في المواصي تعج بالنازحين، وهي امتداد لسوق الأقصى حيث يوجد تجمع كبير للنازحين وخيامهم في المنطقة.
ونقل عن مصادر محلية أنه تم انتشال 50 شهيدًا، حتى الآن، مع تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وقالت المصادر: إن "طواقم الدفاع المدني ذهبت لإنقاذ النازحين في مجزرة المواصي بخانيونس، فجرى استهدافها وسقط العديد من عناصرها بين شهيد ومصاب".
"مجزرة كبيرة"
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهاد وإصابة أكثر من 100 شخص في "مجزرة كبيرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوبي القطاع، والتي صنفها الاحتلال ضمن "المناطق الآمنة".
وقال المكتب الحكومي في بيان: "جيش الاحتلال يرتكب مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخانيونس، خلفت أكثر من 100 شهيد وجريح، بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، في حصيلة أولية".
وأشار إلى أن "الطواقم الحكومية والإغاثية ما زالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف".
وذكر بعدم وجود "مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، بالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة".
مزاعم الاحتلال عن محاولة اغتيال محمد الضيف
إلى ذلك، زعمت وسائل إعلام عبرية أن الهجوم الموسع على منطقة المواصي استهدف محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وادعت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن "هدف الهجوم الذي وقع صباح اليوم (السبت) في مجمع خيام مؤقت بالقرب من خانيونس هو محمد الضيف".
وأضافت الصحيفة: "في إسرائيل يقدرون أن هناك احتمالًا كبيرًا لإصابة الضيف في الهجوم، لكنهم ينتظرون النتائج النهائية".
من جانبها، قالت القناة 12 العبرية: "الهجوم غير المعتاد في خانيونس هو محاولة اغتيال لمحمد الضيف"، وفق زعمها.
أما إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فادعت بدورها أن الهجوم استهدف "شخصية مهمة" في حماس (لم تحدده) ولا تزال نتائجه غير معلومة.
"الشهداء في خانيونس مدنيون"
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في حركة حماس أن "من استشهدوا في خانيونس كانوا مدنيين"، مؤكدًا أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا.
وبحسب رويترز، أضاف المسؤول أن هجوم خانيونس يظهر أن إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة المواصي مرتين خلال أقل من شهر، الأولى نهاية مايو/ أيار الماضي، والثانية في 21 يونيو/ حزيران الماضي ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وفي تقريرها اليومي عن أعداد الشهداء والجرحى، أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 38382 شهيدًا و88352 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة: إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدًا و57 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.