تستمر المخاوف حول العالم من انتشار فيروس جدري القرود بين البشر، بعد أن ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه تم تشخيص إصابة تسعة بريطانيين بالفيروس المعدي حتى الآن.
وما يزيد المخاوف اليوم من الفيروس الذي انتشر سابقًا في إفريقيا، هو انتقال العدوى من شخص إلى آخر بسرعة، على عكس ما كان يُعتقد في السابق من أن ذلك نادر الحدوث.
وتتوزع خارطة انتشار المرض في بريطانيا، بست حالات من أصل تسع في المملكة المتحدة في لندن، إضافة لحالتين في جنوب شرق إنكلترا وواحدة في الشمال الشرقي، مع الإشارة إلى أن جميع المرضى في المملكة المتحدة، باستثناء أول حالة قدمت من نيجيريا، أصيبوا بالعدوى في المملكة المتحدة.
إجراءات سريعة
في هذا السياق، أكدت هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة لموقع "ميل أونلاين"، أنها تراقب التفشي الحالي لفيروس جدري القرود (أو جدري القردة)، وتعمل مع الشركات لتقديم العلاجات المناسبة على وجه السرعة.
كما كشف مسؤولو الصحة البريطانيون للموقع، أنهم اشتروا الآلاف من جرعات لقاح الجدري، ويقومون بنشرها لدى الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق مع البريطانيين المصابين.
وتحتوي الأدوية المضادة للجدري على مكونات يمكنها الحماية من جدري القرود، حيث يتشابه الفيروسان من الناحية الجينية.
لقاح محتمل
وتمت الموافقة على لقاح، يُعرف باسم "إمفانكس"، عام 2013 في المملكة المتحدة لعلاج الجدري، لكن الدراسات أظهرت منذ ذلك الحين أنه فعال بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود (أو جدري القردة).
ويحتوي "إمفانيكس" على شكل معدل من فيروس الوقس، وهو مشابه لعائلة الفيروسات التي تسبب الجدري وجدري القرود، ولكنه لا يسبب المرض لدى البشر.
ونظرًا لتشابهها مع الجدري، فإن الأجسام المضادة المنتجة ضد هذا الفيروس توفر حماية متبادلة. ولم يتم اعتماد هذا اللقاح لجدري القرود في المملكة المتحدة، ولكن يمكن للأطباء استخدامه.
وإضافة لهذا اللقاح، يوجد عقار "تيكوفيريمات" الذي تمت الموافقة عليه لمرض جدري القرود في الاتحاد الأوروبي في يناير/ كانون الثاني الماضي.
لكن متحدثا باسم هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية في المملكة المتحدة أكّد أنه لا يوجد لقاح أو دواء معتمد بشكل رسمي لجدري القرود في بريطانيا.
وأضاف: "نحن نراقب الوضع عن كثب ونعمل مع الشركات لتقديم علاجات مناسبة لجدري القرود على وجه السرعة".
وقال المدير الإقليمي للصحة العامة في لندن البروفيسور كيفين فينتون: "إذا استمر تفشي المرض في العاصمة في النمو، فيمكن توسيع نطاق انتشار اللقاحات والعلاجات ليشمل مجموعات أكثر".
حالات حول العالم
أبلغت الولايات المتحدة عن أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود بداية الشهر الحالي، لرجل من ماساتشوستس عاد مؤخرًا من كندا. كما يتم التحقيق في ما لا يقل عن 13 حالة محتملة في كندا.
كذلك تم تشخيص 7 إصابات في إسبانيا، إضافة لمتابعة عشرات الحالات الأخرى. كما تم تأكيد وجود 5 حالات على الأقل في البرتغال.
وحتى الآن، اقتصرت حالات الإصابة بمرض جدري القرود على المسافرين وأقاربهم العائدين من غرب ووسط إفريقيا، حيث يتفشى الفيروس.