يعيش سكان غزة على خط النار في مواجهة الحصار وقطع للماء والكهرباء والغذاء، فلم يبق حجر على حجر حيث سوي حي الرمال في غزة، قلب المدينة النابض، بالأرض وأصبح شاهدًا على فظاعة المحتل.
وتسير الحرب على غزة نحو أفق مفتوح على كل الاحتمالات، حيث تستهدف غارات واسعة عشوائية وعنيفة المباني السكنية والمستشفيات والمساجد وتدفع المدنيين قسرًا إلى العراء دون مأوى تحت ذريعة استهداف عناصر لحركة حماس.
في المقابل، يحاول المدنيون النجاة بحياتهم إن سمح وقت القصف، الذي لا سابق إنذار له.
المدارس لم تنجُ من القصف
فالمدارس، عوضًا من أن تفتح أبوابها لطلابها، استقبلتهم كنازحين. وحوّل القصف الإسرائيلي الحقيبة المدرسية إلى حقيبة سفر.
ولم تنج المدارس أيضًا من القصف، إذ أن مدرسة تابعة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تؤوي عائلات نازحة تعرضت للقصف المباشر ولحقت بها أضرار جسيمة، وسط مطالبات من الوكالة بحماية المدنيين وضرورة تجنيب المدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية تداعيات الهجوم.
أمّا المستشفيات، فبدلًا من أن تداوي جرح تلك العائلات منحتهم أسرّة اللجوء.
آلاف النازحين
ومع استمرار الحرب الإسرائيلية والغارات العنيفة، نزح الآلاف في الداخل والأعداد في تزايد. وقالت "الأونروا": "إن ما يقرب من 175 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابعًا لها في القطاع"، وحذرت من أن الطاقة الاستيعابية لمرافقها وصلت إلى 90%.
ويرجح بيان صادر عن الوكالة تزايد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية، بما في ذلك على المناطق المدنية.
"جريمة" بحق سكان غزة
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عبر منصة إكس: "إن ما يحصل على سكان غزة من قطع للماء والكهرباء والغذاء هو جريمة مثلها مثل استخدام التجويع سلاحًا" .
وتلقي هذه الأزمة الإنسانية والصحية الكبيرة بظلالها على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
كما يشعل اشتداد العدوان أزمة الكهرباء التي تشكل تحديًا إضافيًا للمنظومة الصحية التي تعاني من عجز كبير في الأدوية والوقود جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.