يشهد لبنان إقبالًا على شراء الذهب مع استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية، وفي ظل معاناة القطاع المصرفي من مشاكل مزمنة ومعقدة.
ويقول أحد تجار الذهب لـ"العربي": إن الإقبال كبير على شراء الأونصات وليرات الذهب. هذا الطلب لا يقتصر على الصعيد المحلي فحسب، خصوصًا وأن المغتربين اللبنانيين يشترون أيضًا الذهب من الأسواق اللبنانية في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.
بدورها، تلفت الكاتبة الاقتصادية في موقع "المدن" عزة الحاج حسن إلى أن إفلاس مصرف سيليكون فالي في الولايات المتحدة خلق صدمة لدى المستثمرين والعاملين في الخارج.
ويشير معهد دراسات السوق في لبنان إلى ارتفاع استيراد المعادن الثمينة عام 2022 وفي الأشهر الأولى من العام الجاري.
ورغم عدم وجود أرقام واضحة بعد لنسبة الاستيراد، إلا أن كثيرين يجمعون على أن فقدان الثقة بالمصارف اللبنانية وتأرجح سوق العقارات، إضافة إلى الأزمات التي تواجه بعض المصارف العالمية عوامل جعلت من الذهب ملاذًا آمنًا.
لا سبيل للادخار سوى الذهب
وفي هذا الإطار، ترى الصحفية المتخصصة بالشأن الاقتصادي محاسن مرسل أن اللبنانيين لم يعد أمامهم أي سبيل للادخار سوى اقتناء الذهب بالدرجة الأولى، ومن ثم العقارات بالدرجة الثانية.
وشرحت في حديث إلى "العربي" من بيروت أنه كلما تأزم المشهد الاقتصادي، يندفع اللبنانيون أكثر نحو شراء الذهب وتخزينه.
مرسل التي أوضحت أن شراء الذهب لدى اللبنانيين ليس بالأمر الجديد، لفتت إلى أن هذه العملية كانت تقتصر في السابق على أهالي القرى كونهم لم يعتادوا على الادخار في النظام المصرفي، إلا أن الأمر اليوم تمدد إلى سكان المدن أيضًا.
ولفتت إلى أن المغتربين اعتادوا في السابق على الادخار في المصارف والاستفادة من معدلات الفائدة المرتفعة، لكن بعد انهيار القطاع المصرفي وضياع أموال المودعين لجأ هؤلاء إلى الادخار عن طريق شراء الذهب.
كما تحدثت مرسل عن عامل فقدان الثقة والخوف من مستقبل القطاع المصرفي في العالم ككل، وهو ما دفع هؤلاء المغتربين أيضًا إلى الإقبال على شراء الذهب.
