تطل مدينة الكاف في تونس على سفوح جبلية وعرة وتمتد على مساحات ممتدة الأرجاء. وتقع هذه المدينة في شمال غرب البلاد، وتحظى بموقع حصين بطبيعته الجغرافية، وهو موقع جعل منها مهد للحضارات.
ويقول محمد التليلي وهو باحث في التاريخ القديم لـ"العربي": إن هذه المدينة هي مستودع كبير لعدة حضارات تعود إلى العهود الحجرية الأولى، وصولًا إلى الحضارة الإسلامية.
وتحتوي المدينة على مواقع أثرية متنوعة بقيت إلى اليوم شاهدة على أكثر من 15 قرنًا من حياتها، ما جعلها أن تكون موطنًا سياحيًا يُطلق عليه ملتقى الحضارات لتفرده في جمع معالم إسلامية ومسيحية ويهودية.
حافظت على معالمها
ويضيف التليلي: من حسن حظ هذه المدينة أنها حافظت على معالمها على مختلف المستويات التاريخية مثل الفترة الرومانية والفترة المسيحية أو مثل الحقبة اليهودية أو الإسلامية.
وتنعكس خصوصية الكاف على حياة مواطنيها وهم يستمدون من طبيعتها الغناء، ومن معمارها أبرز مظاهر الحياة، حيث لا تغيب ألوان الطبيعة عن تفاصيل معيشتهم لباسًا واحتفالًا.
وتقول نادية بوعظمة وهي مصممة أزياء لـ"العربي": إن هذه المدينة تتأثر باللون الأخضر الذي يميّزها، لكنها حين تقوم بتصميم أزيائها فتعمد لاستخدام اللونيين الأخضر والأحمر لأنهما يحملان تاريخًا في مدينة الكاف.
