وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اليوم الثلاثاء إلى روسيا، في زيارة استثنائية هي الأولى منذ عام 2019 لعقد مباحثات مع حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن ما لفت المتابعين في زيارة كيم إلى روسيا، كان قدومه إلى جارته روسيا على متن قطار على عكس الزيارات الرسمية المعتادة حيث يستقل أغلب رؤساء الطائرات للوصول إلى وجهاتهم.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، يعد القطار وسيلة النقل المفضلة للزعيم حيث يعتمد جونغ أون على وسيلة النقل البطيئة هذه التي اعتمدها زعماء الدولة المنعزلة منذ عقود.
لماذا يفضل كيم جونغ أون القطار؟
فعلى غرار ستالين من قبلهم، يتجنب حكام كوريا الشمالية وتحديدًا أسرة كيم قدر الإمكان وسائل النقل الجوي التي يعتبرونها معرضة للخطر.
ومقارنة بأسطول الطائرات القديم في البلاد، توفر القطارات المصفحة المضادة للرصاص مساحة أكثر أمانًا وراحة لحاشية الزعيم الكبيرة التي تضم حراس أمن وموظفين آخرين، فضلًا عن الطعام ووسائل راحة، ومكانًا خاصًا لمناقشة جداول الأعمال قبل الاجتماعات بحسب وكالة "رويترز".
ولم يخرج كيم جونغ أون عن هذا التقليد الذي بدأه جده كيم إيل سونغ وواصله والده كيم جونغ ايل، إذ منذ أن أصبح زعيمًا أواخر عام 2011، استخدم كيم القطار لزيارة الصين وفيتنام، بالإضافة إلى رحلته السابقة إلى روسيا للقاء بوتين عام 2019. وقد استغرقت بعض رحلاته 60 ساعة.
ماذا يوجد داخل قطار كيم؟
وبينما لا يعرف بالتحديد عدد القطارات التي استخدمها قادة كوريا الشمالية على مر السنين، يلفت الخبير الكوري الجنوبي في وسائل النقل بكوريا الشمالية آهن بيونغ مين إلى أن هناك حاجة إلى عدة قطارات لأسباب أمنية.
ويوضح آهن أن كل قطار من هذه القطارات يضم ما بين 10 إلى 15 عربة، بعضها يستخدم فقط من قبل القائد، مثل غرفة النوم، بينما البعض الآخر يضم الحاشية ومسؤولين آخرين مثل حراس أمن وطاقم طبي.
أما قطار كيم فهو مصفح بالكامل من النوافذ إلى الجدران بما في ذلك الأرضية، مما يحميه مبدئيًا من الرصاص والمتفجرات.
في هذا الصدد، كشفت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن قطار كيم "مجهز بأسلحة هجومية يمكن استخدامها في حالة الطوارئ"، ويمكن عكس مساره في حال حصول حدث غير متوقع "ومن الصعب توقع" مساراته مقارنة مع الطائرة.
وبسبب هذه التجهيزات وثقلها، لا يمكن للقطار أن يتجاوز سرعة ستين كيلومترًا في الساعة.
أما من ناحية الفخامة، فقد شهد مسؤول روسي دعي على متن القطار هو كونستانتين بوليكوفسكي، على الرفاهية داخل القطار حيث يتم تقديم الكركند والنبيذ الفرنسي.
كما أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن القطار يضم أيضًا غرفة اجتماعات مزودة بإضاءة مثبتة على الحائط، وألواح خشبية داكنة وكراسي ذات مساند جلدية باللون الوردي الداكن.
قطار بوتين
في المقابل، ليس كيم جونغ أون وحده الزعيم الذي يحب السفر عبر القطار فحليفه ومضيفه فلاديمير بوتين يفضل بدوره وسيلة النقل هذه ولأسباب أمنية أيضًا.
ولا تتجاوز سرعة قطار بوتين 100 كيلومتر في الساعة، ويستخدم في جميع تحركاته بين المدن ومقرات إقامته منذ عام 2021، وبوتيرة أكبر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وبحسب تقرير لـ"العربي" من يوليو/ تموز الماضي، قطار بوتين مدرع ويصعب تتبعه، ومقاوم للضربات العسكرية إذ تضم عربات القطار دروعًا مقاومة للرصاص، وتحتوي على ثغرات لإطلاق النار في حال أراد الحرس الرئاسي الرد على هجوم يتعرض له القطار.
رغم ذلك، يضمن تصميم القطار أن يتمتع الرئيس الروسي بالرفاهية ووسائل الراحة، فضلًا عن وحدة للطوارئ الصحية تضم جهازًا للتنفس الصناعي للرئة.
