الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مسؤول جزائري يتهم فرنسا بـ"نشر الأمية" خلال فترة الاستعمار

مسؤول جزائري يتهم فرنسا بـ"نشر الأمية" خلال فترة الاستعمار

شارك القصة

مستشار الرئيس الجزائري المكلّف الأرشيف والذاكرة عبد المجيد الشيخي
مستشار الرئيس الجزائري المكلّف بالأرشيف والذاكرة عبد المجيد الشيخي (توتير)
أعلن مستشار الرئيس الجزائري أنّ "الجزائر في 1830 كانت نسبة الأمية بها لا تتجاوز 20%، مشيرًا إلى أنه بعد 30 سنة من بدء الاستعمار الفرنسي قُضي على المتعلمين.

اعتبر مستشار الرئيس الجزائري المكلّف بالأرشيف والذاكرة عبد المجيد الشيخي أن فرنسا نشرت الأمية إبان استعمارها الجزائر، بحسب ما نقلت الصحافة المحليّة الأحد.

وقال المستشار الرئاسي الذي يدير أيضًا الأرشيف الوطني الجزائري: إن "فرنسا الاستعمارية عملت على نشر الأمية في الجزائر".

ويُعتبر الشيخي نظير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا الذي وضع بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقريرًا حول سبل مصالحة الذاكرة بين البلدين.

ووفق التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام محليّة، أوضح المسؤول مستشهدًا بمؤرخين لم يسمهم أن "الجزائر في 1830 كانت نسبة الأمية بها لا تتجاوز 20%"، مشيرًا إلى أنه "بعد 30 سنة (من بدء الاستعمار) قُضي على المتعلمين"، وأتى ذلك "مواكبة لعملية السلب والنهب، وهي عملية مسخ".

علاقات معقّدة بين فرنسا والجزائر

ولطالما كانت العلاقات معقّدة بين فرنسا والجزائر، وهي تشهد فتورًا جديدًا في الفترة الأخيرة، إذ ألغيت مؤخرًا زيارة وفد يتقدمه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بطلب من الجزائر.

وعبّرت باريس الإثنين الماضي عن أسفها لتصريحات أدلى بها المتحدث باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر ضد السفير الفرنسي فرانسوا غوييت.

وعشية ذلك، دعا سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمون بون إلى "التهدئة" بعدما وصف وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب فرنسا بأنها "عدوتنا التقليدية والدائمة".

كذلك اتهمت وسائل إعلام جزائرية فرنسا بـ "الاستفزاز" بسبب موقفها إزاء الحراك الاحتجاجي وقضيّة الصحراء الغربية.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الأحد، أن الرغبة في مصالحة الذاكرة بين الفرنسيين والجزائريين "مشتركة بشكل كبير" رغم "بعض الرفض" في الجزائر.

وقال ماكرون: "أعتقد أن هذه الرغبة مشتركة بشكل كبير، مع الرئيس (الجزائري عبد المجيد) تبون. صحيح أن عليه أن يأخذ في الحسبان بعض الرفض".

ووصف بـ "غير المقبول" تصريح وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب الذي قال مؤخرًا: إن فرنسا "عدوتنا التقليدية والدائمة".

إجراءات "رمزية" بهدف "مصالحة الذاكرة" بين البلدين

ومع اقتراب الذكرى الستين لاستقلال الجزائر (1962)، التزم الرئيس الفرنسي في الأشهر الأخيرة سلسلة إجراءات "رمزية" بهدف "مصالحة الذاكرة" بين البلدين.

واقترح تقرير بنجامان ستورا الذي رفعه إلى ماكرون في يناير/ كانون الثاني مجموعة من التدابير في هذا الصدد، لكنّ التقرير لقي استقبالًا فاترًا في الجزائر.

واعترف خصوصًا "باسم فرنسا" بأنّ المحامي والزعيم الوطني علي بومنجل قد "تعرّض للتعذيب والاغتيال" من قبل الجيش الفرنسي، وقرّر تسهيل الوصول إلى الأرشيفات السريّة الخاصة بالحرب الجزائرية.

واعتبر عبد المجيد الشيخي أن الوثيقة "تقرير فرنسي - فرنسي ولا يعني الجزائر في شيء"، وأنه لم يسلم إلى الجزائر بشكل رسمي، وبالتالي "لا يتطلب منا الإجابة أو الرد".

ونفى المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري تكليفه كتابة تقرير جزائري حول المسألة، وفق ما نقل الإعلام المحلي.

أما فيما يتعلق بالنقاشات مع فرنسا حول ملف الذاكرة، فأوضح المسؤول أن "جائحة كورونا عطلت هذه المفاوضات".

وتطالب الجزائر بإعادة الأرشيفات المرتبطة بالاستعمار، وكشف مصير الجزائريين الذين اختفوا خلال الحرب الذين يُقدّر عددهم بنحو 2200، وكذلك دفع تعويضات لضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ.ف.ب
Close