عاينت كاميرا "العربي"، اليوم الأربعاء، الأضرار التي خلّفتها الحرائق في أعالي ولاية البويرة في الجزائر، وذلك بعد تراجع حدتها.
وأعلنت السلطات الجزائرية صباح اليوم الإخماد الكلي للحرائق التي اندلعت في البلاد، خاصة في كبرى الولايات التي شهدت أضرارًا كبيرة، مثل بجاية، وجيجل، والبويرة في أعالي جبال الزبربر.
مساحات من الرماد
ووفق مراسلة "العربي" جهيدة رمضاني، كانت البويرة المنطقة الأكثر تضررًا ما دفع بوزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد إلى زيارة أعالي الولاية للوقوف على حجم الخسائر.
ورصدت كاميرا "العربي"، احتراق جبال في البويرة بكاملها وتحولها إلى مساحات من الرماد، مخلفةً مشهدًا مأساويًا فاقمه هروب العائلات من المنطقة بحيث يبيتون الآن في مراكز إجلاء، ولم يتمكنوا حتى اللحظة من العودة إليها بسبب التخوف من تجدد النيران.
في هذا الصدد، تؤكد رمضاني أن السلطات في الجزائر تبقي على حالة اليقظة والحذر، لمراقبة ما إذا كانت النيران ستستعر من جديد من تحت الرماد.
كما تحدثت مراسلتنا عن أن حصيلة الضحايا وصلت إلى حدود الـ 40، فيما نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى الحروق، ومستشفيات العاصمة.
فرضية الحرائق المفتعلة
ولفتت رمضاني إلى أن الطرق الوعرة التي صورتها كاميرا "العربي" في أعالي البويرة هي الوحيدة التي تؤدي إلى القرى، ما صعّب بالتالي عملية وصول شاحنات الإطفاء والإنقاذ، ودفع بالسلطات إلى اللجوء لمروحيات الإطفاء التي لعبت دورًا كبيرًا في إخماد الحرائق.
وتردف: "المشهد هنا لا يختلف عن العديد من المشاهد المشابهة في الولايات الجزائرية الأخرى، ومنها بجاية التي فتحت تحقيقات وألقت القبض على مشتبه بهم في إضرام النيران".
ودائمًا ما تطرح السلطات في الجزائر، فرضية أن تكون الحرائق التي تشهدها البلاد سنويًا خلال فصل الصيف مفتعلةً، وذلك بعدما ثبت ذلك في مرات سابقة لا سيما عام 2021.
إخماد حرائق #الجزائر بعد أن قضت على كل شيء.. الحزن يخيم على سكان المنازل التي دمرتها النيران👇 pic.twitter.com/MpHZoM0Nrc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 26, 2023
احتراق مصدر رزق السكان
ويعتمد معظم سكان البويرة، على المداخيل الزراعية في حين أن غالبية الأشجار المحترقة هناك هي من الزيتون التي يعول عليها أهل المنطقة كمصدر رزقٍ أساسي، بحسب رمضاني.
في السياق، نقلت مراسلتنا عن مطّلعين، أن عودة الاخضرار إلى الجبال المرمدة تتطلب وقتًا طويلًا والكثير من الأمطار والعناية.