ضربت موجة ثلوج وصقيع مخيمات النازحين في الشمال السوري، ما أدى إلى انهيار عدد كبير من الخيم وانقطاع الطرقات؛ وهو ما فاقم معاناة آلاف النازحين في ظل شحّ المساعدات الإنسانية ووسائل التدفئة.
ورصد مراسل "العربي" قحطان مصطفى واقع المخيمات العشوائية في ريف حلب شمالي سوريا، وتحديدًا في مخيم يازي باغ القريب من الحدود السورية- التركية.
وقال المراسل إن الأهالي أطلقوا مناشدات عاجلة لإنقاذهم بعد أن غطّت الثلوج خيامهم وأدت إلى سقوط معظمها.
وأشار إلى وجود نقص في الأغطية، والمحروقات، ومواد التدفئة. كما انقطعت هذه المخيمات عن القرى القريبة.
وتحاول فرق الدفاع المدني الوصول إلى هذه المخيمات، وفتح الطرقات لإيصال المساعدات.
وأشار المراسل إلى وجود نقص في المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية، التي عزت السبب إلى تقليص المساعدات المخصّصة لها، واقتصار دخول المساعدات من معبر باب الهوى، بعد اغلاق معبر باب السلام.
وقال إن هذه المخيمات تضمّ أكثر من 400 ألف نازح.
انقطاع الخبز
أما في مخيم قطمة، يعاني السكان من نقص شديد في كل أنواع المساعدات، إضافة إلى انقطاع الخبز مع انقطاع الطرقات نتيجة تراكم الثلوج.
وأكد أن الدفاع المدني يحاول فتح الطرقات، إلا أن حجم الكارثة تفوق قدرة المنظمة على استيعاب هذه المعاناة.
وقال أحد ساكني المخيم في حديث إلى "العربي" إن معظم الخيم تحطّمت، وبات سكانها في خيم أقرباء لهم في المخيم ذاته.
وأشار إلى عدم وصول الخبز إلى المخيم منذ ثلاثة أيام.
وبلغ عدد المخيمات المتضرّرة جراء العاصفة 47 مخيمًا وأكثر من 290 خيمة، منها 69 خيمة دُمّرت بشكل كامل بحسب آخر الإحصائيات لمنسقي الاستجابة.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، دعا فريق منظمة منسقي الاستجابة في سوريا المنظمات المعنية للعمل على توفير الخدمات الضرورية ورفع حالة الطوارئ تحسبًا لموجات برد وعواصف ثلجية جديدة.
وتتجدّد هذه المأساة سنويًا في فصل الشتاء، حيث يواجه أكثر من مليون نازح من قاطني المخيمات العشوائية عند الحدود السورية التركية، الأمطار والبرد في خيامٍ بالية. ويأتي هذا بينما تغيب الحلول والمبادرات الجادة لإعادة الأسر والأطفال إلى حياة طبيعية طال انتظارها.
مبادرة لمقدّم "جو شو"
وكان الإعلامي يوسف حسين، مقدّم برنامج "جو شو" عبر "العربي"، أطلق حملة تبرعات بالشراكة مع منظمة "هيومن أبيل" البريطانية، بهدف بناء قرية في الشمال السوري تحتوي على مئتي منزل.
وقال حسين إن هذه المبادرة تهدف بشكل أولي إلى نقل اللاجئين السوريين من الحياة في الخيم إلى الحياة في بيوت وهو أقلّ حقّ من حقوق الإنسان.
وأكد أن الفكرة تستند إلى ضرورة تقديم ما يطلق عليها "الخدمة المستدامة" للاجئين السوريين بدلًا من الخدمات المهددة بالزوال والتلف عند كل طارئ.