تواجه مباحثات القاهرة غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل للتوصل إلى هدنة مصاعب، إلا أنها "ما زالت مستمرة" وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري رفيع الثلاثاء.
وبحسب القناة، فقد "قال مصدر مصري رفيع المستوى: إن "المباحثات التي تعقد في القاهرة بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية وحركة حماس وقطر ما زالت مستمرة، بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل شهر رمضان".
وأضافت أن "المصدر أشار إلى أن هناك مصاعب تواجه المباحثات، لكنها ما زالت مستمرة، موضحًا أن لا صحة لعدم الوصول لاتفاق حتى الآن".
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت القناة "13" العبرية عن مسؤول إسرائيلي - لم تسمّه - أن تل أبيب تنتظر ردًا من "حماس" على مقترحاتها بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق نار في غزة.
ولفتت القناة إلى أن التصريحات تأتي على خلفية تقارير غربية تشير إلى "انهيار" المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.
وأضاف المسؤول للقناة العبرية: "لا يوجد تغيير في الوضع، وما زلنا ننتظر ردًا من حماس"، دون توضيح طبيعة العرض المقدم للحركة والرد المنتظر.
وبدأت الأحد في العاصمة المصرية مفاوضات من أجل التوصل لهدنة في قطاع غزة لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان، المرتقب الإثنين المقبل.
مفاوضات القاهرة
وشاركت في المفاوضات مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة حماس، في ظل غياب الوفد الإسرائيلي.
ووفق إعلام عبري ودولي، يسعى الوسطاء حاليًا لتقليل مساحات الخلاف بين الطرفين حول تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وهوية المعتقلين من الجانبين المزمع الإفراج عنهم.
وتعد هذه المفاوضات واحدة من سلسلة اجتماعات عقدت خلال الفترة الأخيرة لإرساء اتفاق بين الطرفين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على عدم التجاوب مع مطالب حماس، مما يؤدي إلى تعثر المفاوضات.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/ كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.
على ماذا تركز مفاوضات القاهرة؟
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من القاهرة أحمد حسين، أن المفاوضات خلال اليومين الماضيين كانت تركز على سد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل فيما يتعلق ببنود وتفاصيل المرحلة الأولى من الهدنة التي تم اقتراحها وتوافق عليها والمعروفة باسم إطار باريس.
وأضاف أن المباحثات كانت تركز على التعديل الإسرائيلي الذي قُدم على المقترح الأميركي، وكان يطلب في البداية كشفًا مفصلًا بأسماء وأعداد المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس داخل غزة، وأيضًا أسماء الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي.
مراسلنا أشار إلى أن هذا المطلب عُدل مساء أمس الإثنين، ليصبح فقط طلبًا بعدد الأحياء المحتجزين لدى حركة حماس داخل القطاع.
وأردف أن القاهرة كانت تعتقد أن هذه الجولة قد تكون حاسمة لإنهاء كل التفاصيل المتعلقة بالمرحلة الأولى فقط من الإطار، والتي يبرز فيها الوقف المؤقت لإطلاق النار طوال ستة أسابيع هي مدة الهدنة.
وأضاف أن الدوحة والقاهرة تضغطان للوصول إلى اتفاق بشأن هذه المرحلة قبل السابع من مارس/ آذار الجاري، والذي يتزامن قبل أيام قليلة من شهر رمضان.
وذكر مراسلنا نقلًا عن مصدر مصري قوله إن القاهرة تتوقع أيضًا مشاركة وفد أمني إسرائيلي ابتداء من مساء هذا اليوم أو حتى يوم غد، ولكن هذا سيكون وفقًا لتطور المباحثات التي تجري في الوقت الحالي بين الأطراف الأربعة المتواجدة في القاهرة.