الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مصير غامض للهدنة في غزة.. ما العراقيل التي تواجه مفاوضات القاهرة؟

مصير غامض للهدنة في غزة.. ما العراقيل التي تواجه مفاوضات القاهرة؟

شارك القصة

تؤكد حماس أن ما عجز الاحتلال عن فرضه في الميدان لن يأخذه بحيل السياسية - الأناضول
تؤكد حماس أن ما عجز الاحتلال عن فرضه في الميدان لن يأخذه بحيل السياسية - الأناضول
تبدي القاهرة تفاؤلًا بقرب التوصل لاتفاق قبل حلول شهر رمضان، وتقول مصادر مصرية إن تقدمًا في المفاوضات سيمكّن من التوصل إلى الاتفاق المنشود.

تجري جولة مفاوضات جديدة في ظل غياب إسرائيل، التي تشترط إرسال وفدها إلى العاصمة المصرية بتقديم حماس قائمة بشأن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وهو أمر ترفضه حماس من منطلق أنه لا معلومات عن الأسرى دون ثمن.

كما أن حماس تعد الطلب الإسرائيلي ذريعة لمواصلة العدوان، وحيلة سياسية من أميركا وإسرائيل لدفعها إلى القبول بشروط  محددة.

من جهته، جدد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان موقف الحركة بأن ما عجز الاحتلال عن فرضه في الميدان لن يأخذه بحيل السياسية، كما اعتبرت الحركة أن تجاوز العقد التي تعترض المفاوضات مرهون بمدى قدرة الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل.

ويبدو أن العوامل الداخلية في إسرائيل تلقي بظلالها هي الأخرى على أجواء المفاوضات بل ومصيرها، ولعل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عزز هذا الاستنتاج بزعمه أنه أوقف اتفاق الإطار الذي يسمح بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل محتجزين إسرائيليين في غزة.

بن غفير اعتبر أن مواصلة الضغط على حماس بالحرب ومنع دخول المساعدات هما الكفيلان فقط بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في وقت يقوم فيه الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس بزيارة إلى واشنطن دون أخذ الإذن من نتنياهو، الأمر الذي عدّته وسائل إعلام إسرائيلية رسالة أميركية لرئيس حكومة تل أبيب.

ومع ذلك، تبدي القاهرة تفاؤلًا بقرب التوصل لاتفاق قبل حلول شهر رمضان، كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مصرية قولها إن تقدمًا في المفاوضات سيمكّن من التوصل إلى الاتفاق المنشود.

إلى ذلك، تتحدث مصادر مطلعة عن أن السقف الزمني الأميركي للمفاوضات ينتهي في السادس من هذا الشهر، ما يثير تساؤلات بشأن ارتباط بين ما يثار علنًا عن صعوبة المفاوضات وبين ضغوط الساعة الأخيرة قبل إعلان الصفقة المحتملة.

بدروها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العقدة الأكبر تكمن بمرحلة تبادل الأسرى، إذ ترغب إسرائيل بالحصول على أسراها مرة واحدة، فيما تصر حماس على أن يكون التبادل على مراحل، كي تبقي في يدها ورقة ضغط للمرحلة اللاحقة من الصفقة، علّها تجبر إسرائيل على وقف نهائي للعدوان على غزة.

"تفاؤل حذر"

وفي هذا الإطار، اعتبر محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري الأخيرة لا تشير إلى تفاؤل كبير في المفاوضات، بل تشير إلى ما يمكن وصفه بتفاؤل حذر.

تشن إسرائيل عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن أكثر من 30 ألف شهيد
تشن إسرائيل عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن أكثر من 30 ألف شهيد - غيتي

وفي حديث لـ"العربي" من القاهرة، قال زايد: "نحن أمام حالة تفاوض بالغة الصعوبة، وأمام موقف معقد للغاية، لأن الأبعاد التي تتحرك من خلالها الحكومة الإسرائيلية لها اعتبارات كثيرة ومعقدة جدًا في صنع القرار الإسرائيلي في إطار مخطط واضح لاستغلال التطورات الأخيرة في سبيل تحقيق أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف".

وأضاف أن إسرائيل لم تغير حتى الآن ما قالته منذ بداية عدوانها على غزة، فهي لا تريد تصفية حماس فقط، وإنما تريد تصفية القضية الفلسطينية، لكنها وجدت مقاومة شديدة من المقاومة والشعب الفلسطيني.

ورأى زايد أن المفاوض الإسرائيلي ورغم عدم حضوره المفاوضات إلا أنه موجود سواء بالاتصال معه بالطرق المختلفة أو عبر الوسيط الأميركي، معتبرًا أن غياب المفاوض الإسرائيلي يعني عدم اكتمال القرار الإسرائيلي بعد بالتحرك قدمًا في صفقة قادمة. ولفت إلى أن إسرائيل تناور لتحقيق أكبر عدد من المكاسب الممكنة قبل الانتهاء من هذه الصفقة.

ماذا عن موقف واشنطن؟

وبشأن موقف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، أوضحت أستاذة دراسات الشرق الأوسط في جامعة ولاية جورجيا ميا بلوم، أن "موقف هاريس ليس جديدًا، لأنها لا تريد أن تكون شاهدة على حرب، وقتل المدنيين الفلسطينيين"، وفق تعبيرها.

وفي حديث لـ"العربي" من شيكاغو، اعتبرت بلوم أن نتنياهو يحارب الآن ليس للفوز بهذه الحرب، ولا لتحرير الرهائن، ولا لحماية الإسرائيليين بل لكي يحول دون دخوله السجن عند انتهاء ولايته، مشيرة إلى أنه شخصية غير شعبية كرئيس للوزراء، والحرب هي الطريق الوحيدة لكي تبقيه في منصبه.

وأشارت إلى أن "واشنطن تريد لهذه الحرب أن تنتهي لأن الرئيس جو بايدن لا يريد أن يرى وفيات في صفوف الأطفال، وقتلا للمدنيين، هو يريد أن يحمي إسرائيل، لكن ذلك لا يعني أنه يريد الدمار".

خلافات داخل إسرائيل

من جانبه، تحدث رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي، عن تباينات داخل الشارع الإسرائيلي تنعكس حتى داخل مجلس الحرب وداخل الحكومة الموسعة، مشيرًا إلى تصريحات إسرائيلية تطالب بالانسحاب من المفاوضات، وأخرى تطالب بأن تكون هناك مفاوضات مع حماس.

وفي حديث لـ"العربي" من الخليل، لفت الشوبكي إلى أن هناك إجماعًا إسرائيليًا على الحرب، لكن الاختلاف يتمحور حول التوقيت وإمكانية استئناف الحرب في مرحلة ما بعد الوصول إلى هدنة مؤقتة أو طويلة.

ورأى أن الأهم من كل الخلافات التي تظهر علنًا من قبل شخصيات إسرائيلية ومما يجري داخل الشارع الإسرائيلي هو ما يحصل داخل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، موضحًا أن الآونة الأخيرة شهدت نوعًا من إظهار الخلافات داخل المؤسسة ذاتها وما بين المؤسسات المتجذرة في حكومة الاحتلال.

وأشار إلى تخوفات الشاباك الإسرائيلي من إمكانية تمدد الحالة في الضفة الغربية، كلما اقترب شهر رمضان، بالنظر إلى تجارب سابقة حيث دائمًا ما كان يشهد رمضان مواجهات.

وأوضح أن جزءًا من عملية الضغط باتجاه التفاوض نابعة من تخوفات أمنية ومن مصالح إسرائيلية وليس بالضرورة من قناعات متجددة حرصًا على السلام أو على عدم إراقة دماء الفلسطينيين، بقدر ما هي حرص على مكتسبات أمنية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close