أفاد مستشار الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بأنّ الولايات المتحدة تأمل التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يستمر 6 أسابيع، قبل بداية شهر رمضان الذي يهل في 10 أو 11 من مارس/ آذار الجاري.
وذكر كيربي في مؤتمر صحفي، الإثنين، بأن إسرائيل أبدت الموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار يمكن أن يستمر 6 أسابيع وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة "مقابل إطلاق سراح الرهائن".
وأضاف أن "إسرائيل وافقت على الالتزام بهذا الإطار، والآن يتعين على حماس أن تفعل الشيء نفسه".
"صفقة على الطاولة"
وفيما يتعلق بالجدول الزمني لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، قال كيربي: "نريد أن نرى هذا (الاتفاق) يتم قبل بدء شهر رمضان، ويحدونا الأمل في ذلك وهذا هو هدفنا".
كما قال كيربي، في حديث خاص لـ"العربي"، إن هناك عرضًا مطروحًا على الطاولة للتوصل إلى صفقة تبادل، مضيفًا أن الأمر متروك الآن لموافقة حركة "حماس".
ولفت إلى أن إيصال المساعدات إلى غزة عن طريق الجو ليس بديلًا عن إيصالها عبر الشاحنات، وإن الإدارة الأميركية تواصل الضغط على إسرائيل لفتح المزيد من المعابر.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.
واجتمع وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون مع موفدين من حركة حماس في غياب ممثلين عن إسرائيل، في القاهرة لليوم الثاني من المحادثات أمس الإثنين.
ووفقًا لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، رفضت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفدها إلى القاهرة، قائلة إنهم لم يحصلوا على قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء لدى حركة حماس.
حماس جاهزة لإتمام الاتفاق
لكن عضو القيادة السياسية لحماس باسم نعيم قال لوكالة "فرانس برس" من القاهرة: إن الحركة "لا تعرف من هو حي (...) ومن هو ميت" من الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات بشأن التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار الثلاثاء، حسبما ذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية في وقت متأخر أمس الإثنين.
ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات.
وتريد حماس أن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة، في حين يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الجيش عمليته بغزة، بما في ذلك شن عملية عسكرية في رفح في أقصى جنوب القطاع والتي تؤوي نحو 1,5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق القطاع التي قصفها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وفي هذا السياق، أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، في حديث إلى "العربي" أن الحركة جاهزة لإتمام الاتفاق بوقت قصير بشرط أن تكون الحكومة الإسرائيلية جادة في مطالبها.
وأضاف مرداوي أن "شروط المقاومة ثابتة ولن تتنازل حماس عن حقوق الشعب الفلسطيني وسلامته".
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلى 30534 شهيدًا، و71920 مصابًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.