خرج المئات من العراقيين في مظاهرة جديدة في بغداد لإحياء ذكرى "ثورة تشرين 2019"، وهو الحراك الاحتجاجي الذي سقط خلاله مئات الأشخاص وجرح آلاف آخرون على يد عناصر القوى الأمنية.
وتواصل ضغط حراك تشرين إلى أن تسبب باستقالة الحكومة آنذاك، بعد أنّ أصرّت الاحتجاجات على إسقاطها والسعي إلى إصلاح النظام السياسي في العراق.
وتقول واحدة من المحتجات المشاركات لـ"العربي" من ساحة التحرير في بغداد، إنهم خرجوا "من أجل تجديد رفض المنظومة السياسية" وأن لديهم مطالب كثيرة رفعوها، وعلى رأسها "محاسبة قتلة المتظاهرين، إضافة إلى التغيير الجذري للنظام".
ويشير متظاهر آخر إلى أنهم خرجوا "وفاء لكل دماء شهداء الحركة الاحتجاجية" وتعهدوا على أن لا تموت هذه الفعالية.
"مشاركة قليلة العدد"
وعلى الرغم من صمود المسيرات الاحتجاجية في ذلك الوقت لأكثر من عام ونصف العام جرت خلالها اعتصامات وسط العاصمة العراقية وفي بعض المدن الأخرى، ظهر أن عدد المشاركين في إحياء الذكرى الثالثة أقل من المتوقع.
وفي تعليق على هذا يقول أحد المحتجين إنه "من المؤسف أن يكون العدد في ساحة التحرير قليلًا". وهو الأمر الذي أكده متظاهر ثانٍ، قائلًا: إن العدد قليل، ومستغربًا خروج هذا العدد مقارنة بحجم سكان العاصمة بغداد.
وكانت تكلفة تلك الاحتجاجات باهظة من حيث عدد القتلى أو الجرحى، لكن تأثيرها بقي ملموسًا من خلال تطور العلاقة بين القوى الأمنية والمحتجين، حيث ظهر بعد ذلك حرص العناصر الأمنية على حماية المحتجين في مقابل عدم رؤية هؤلاء للعناصر الأمنية وكأنهم يمثلون الطرف الآخر.