كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أنّ حكومته بصدد تنفيذ مشروع في 13 منطقة بشمال غربي سوريا يهدف إلى السماح لنحو مليون لاجئ سوري مقيم في بلاده بالعودة الطوعية إلى بلدهم نهاية العام الجاري.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال حفل تسليم مفاتيح تعود لآلاف المنازل المخصصة للاجئين شمال غربي سوريا، وهي من تنفيذ وتصميم حكومة أنقرة.
وكشف الصحافي التركي يوسف إرم في حديث إلى "العربي" أن بلاده ستبني أكثر من 50 ألف وحدة سكنية أخرى، مزودة بخدمات مستدامة للمجتمعات المحلية.
"ورقة المعارضة التركية"
وتأتي هذه الخطوة، في ظل تركيز المعارضة التركية على ملف اللاجئين السوريين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد، والتي تضمنت انتقاد سياسة الحكومة تجاه هذا الملف، لترفع بذلك من وتيرة الخطاب العنصري، مع تصاعد حملات الكراهية والتحريض على الحكومة، التي بدورها اضطرت لتغيير بعض سياستها تجاه اللاجئين.
وكانت الحكومة قد قيدت حركة تنقل اللاجئين بين المدن التركية، وكذلك السماح لهم في قضاء عطلة العيد في بلادهم، لتصل إلى الخطة التي تم الإعلان عنها بالأمس.
وتأسف إرم في حديثه إلى "العربي" بتحول قضية اللاجئين إلى ورقة سياسية للضغط على الحكومة، مؤكدًا أن تركيا قاومت على مدى عشرة أعوام الضغوطات لتسييس تلك القضية، وهي لم تجبر أحد على العودة إلى سوريا طوال تلك المدة.
"الحماية المؤقتة"
وقال أردوغان: "لقد تمكن نحو 500 ألف سوري من العودة إلى المناطق الآمنة، والتي وفرتها تركيا منذ انطلاق عمليتها في سوريا عام 2016".
وتستضيف تركيا نحو 4 ملايين ونصف مليون لاجئ سوري، بينهم 3.7 مليون منضويين تحت تصنيف "الحماية المؤقتة"، وترفض السلطات منحهم صفة اللاجئ، خوفًا من توطينهم.
وأكد الصحافي التركي من أنقرة، أن بلاده لن تترك اللاجئين السوريين، لكنه يشير إلى أنّ معظم المعارك قد انتهت، وثمة خفض كبير في التصعيد، كما أن وجود اللاجئين في تركيا لم يبن أساسًا على وجود مرحلة مطولة منذ بداية استضافتهم.
وأضاف يوسف إرم أن بلاده قامت بما يتوجب عليها فعله بحماية أولئك اللاجئين من الخطر، لكن اليوم ومع تداول الحلول السياسية، وانحفاض منسوب التصعيد الأمني، فإن تركيا تريد اتخاذ تلك الخطوات لتؤكد على فرصة عودتهم طواعية إلى بلدهم بأنها مستدامة وغير قسرية.