أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 أشهر، في مدينة دير البلح وسط القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أنها بصدد "وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في القطاع"، موضحة أن الأطباء اشتبهوا بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان، "تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال".
"حرب فيروسية"
من جهته، أكد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أن هناك تعمدًا واضحًا من الاحتلال لتهيئة ظروف تفشي فيروس شلل الأطفال.
وقال في حديث إلى التلفزيون العربي إننا "أمام حرب فيروسية يشنها الاحتلال على غزة إلى جانب عدوانه المستمر"، مطالبًا المؤسسات الإنسانية والدولية بالتدخل للحد من تفشي فيروس شلل الأطفال وبهدنة إنسانية للعمل على إدخال اللقاحات.
وكانت الوزارة قد ذكرت في بيانها أن طواقمها "في غزة والضفة، وبالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عملت خلال الأسابيع الماضية على وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة".
وذكرت أنها ستنفذ حملة تطعيم خلال الأيام القليلة القادمة تستهدف الأطفال تحت سن 10 سنوات، مؤكدة أنه "تم توفير مليون و200 ألف جرعة من لقاح شلل الأطفال النوع الثاني، بالتنسيق مع منظمة (الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسف، وجاري توفير 400 ألف جرعة أخرى".
وأكدت أن "استمرار العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة نجم عنه كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية".
تدخل المجتمع الدولي
وجددت وزارة الصحة، مناشدتها المجتمع الدولي والمنظمات الصحية الدولية "سرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي، والعمل على تهيئة الظروف الميدانية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير خدمات الرعاية الصحية بشكل فوري لأبناء شعبنا في غزة".
وتوجهت بنداء عاجل "لكافة المنظمات والهيئات الدولية بضرورة العمل الفوري لإعادة بناء أنظمة مياه الشرب الآمنة، والصرف الصحي، والتخلص من النفايات الطبية والصلبة، والعمل على إدخال الوقود لضخ المياه العذبة النقية، والسماح غير المشروط لدخول الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الخاصة التي تستعمل للنظافة الشخصية".
من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن ما يدخل من لقاحات إلى غزة لا يفي بالحد المطلوب لمواجهة الأوبئة في القطاع.
وشدد على أن قطع الاحتلال للإمدادات الصحية ولقاحات الأطفال يزيد من انتشار الأوبئة بالقطاع، مشيرًا إلى أن كل الفئات العمرية تعاني من تبعات الواقع الصحي الصعب، مطالبًا بفتح معبر إنساني على مدار الساعة لإنقاذ المرضى.
الأمم المتحدة تطالب بهدنة فورية
وفي وقت سابق من يوم أمس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي إلى "هدنة فورية"، لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال، محذرًا من "الانهيار الإنساني" في غزة مع تزايد معاناة الفلسطينيين بينما العالم يراقب.
وأشار إلى أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي من مدينتي خانيونس ودير البلح (وسط القطاع) زاد من المخاوف، حيث "يتعرض مئات الآلاف من الأطفال في غزة للخطر". وقال: إن الأمم المتحدة "تخطط لإطلاق حملة حيوية للتطعيم ضد شلل الأطفال، تستهدف أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة".
وأوضح أن "منظمة الصحة العالمية وافقت على تقديم 1.6 مليون جرعة، وسوف تقوم اليونيسف بتنسيق تسليم اللقاحات ومعدات التبريد، في حين أن وكالة الأونروا لديها فرق طبية جاهزة لإدارة اللقاحات".
وبما أن الحملة ستشمل 708 فِرق في المراكز الصحية، و316 فريقًا للتواصل المجتمعي، طالب غووتيريش بـ"تسهيل نقل اللقاحات ومعدات التبريد"، وتسهيل دخول خبراء شلل الأطفال للقطاع.
وفي يوليو/ تموز الماضي، تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات الصرف الصحي في مدينتي خانيونس ودير البلح.
شلل الأطفال
يُذكر أن قطاع غزة كان خاليًا من مرض شلل الأطفال خلال السنوات الـ25 الماضية، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فيما حذر العاملون في المجال الإنساني خلال الأشهر الـ10 الماضية من أن عودة المرض للظهور يعد تهديدًا آخر للأطفال في غزة والدول المجاورة.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتقول المنظمة على موقعها الإلكتروني: "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض".