أفادت تقارير صحفية، اليوم الإثنين، بإقدام مسلحين مجهولين على اغتيال قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية في طرابلس، عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ"البيدجا"، بإمطاره بالرصاص الحي في العاصمة الليبية مساء يوم أمس الأحد.
وقال مصدر أمني مسؤول لوكالة "الأناضول": إن "مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيدجا بمدينة جنزور (الضاحية الغربية لطرابلس) وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه، مما أسفر عن مقتله".
ملاحقة المتورطين
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، أن "تحقيقات باشرتها الأجهزة الأمنية حول الحادث". وفيما لم يوضح المصدر هوية مغتالي البيدجا، إلا أنه أشار إلى أن "أعداءه كثر ".
وتابع: "نتوقع حدوث توتر أمني في العاصمة على خلفية تحشيدات تجريها مجموعات مسلحة تابعة للبيدجا في مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس) مسقط رأسه".
وكلف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وزارة الداخلية والأجهزة المختصة، بفتح تحقيق عاجل في واقعة مقتل "البيدجا"، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية، فيما نعى رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق خالد المشري، الضابط عبد الرحمن ميلاد، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وقال المشري المنحدر من المدينة نفسها: "في الوقت الذي نعزي فيه عائلة المغدور وذويه وزملاءه فإننا نطالب النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورطين في عملية الاغتيال وتقديمهم للعدالة".
من هو "البيدجا"؟
وعبد الرحمن ميلاد "البيدجا"، من أشهر الشخصيات الأمنية في غرب ليبيا، وتتهمه دول عدة منها الولايات المتحدة وبريطانيا بتزعم عصابة كبيرة للمتاجرة بالبشر لا سيما، وأنه أحد قادة خفر السواحل الليبي في الزاوية التي تعد من أهم مناطق انطلاق المهاجرين نحو أوروبا.
وفي يونيو/ حزيران 2018، ورد اسم "البيدجا" في التقرير الصادر عن مجلس الأمن بوصفه "زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا ومتورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان". فيما صدرت ضده مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول).
وفي يونيو من العام نفسه أيضًا، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ضد "البيدجا" و5 ليبيين آخرين بسبب ما قالت "تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين" وهو ذات الإجراء الذي أعلنت عنه بريطانيا في الوقت ذاته.
وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، ضبط "البيدجا"، وسط ترحيب بعثة الأمم المتحدة في البلاد، إلا أنه أطلق سراحه بعد أشهر.
من جانبه، أكد عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، مساء الأحد، أن "قتلة آمر معسكر الأكاديمية البحرية الرائد عبدالرحمن ميلاد، لن يفلتوا من العقاب".
وأضاف أن "الفقيد كان أحد الحريصين على استئناف مهام الأكاديمية البحرية، لتكون رافدًا من روافد الدفاع عن الوطن".