تتواصل المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط توسع لرقعة الحرب التي اندلعت قبل تسعة أشهر.
وأفاد مراسل "العربي" في السودان أن الجيش أطلق عدة قذائف مدفعية من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، باتجاه مواقع الدعم السريع في أم درمان القديمة.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان قولهم إن الجيش يتقدم في محاور مختلفة بالمدينة، لا سيما حي العمدة وود نوباي والأجزاء الشمالية في إمبدة والسوق الكبير، في حين ما زالت قوات الدعم السريع تتحصن في الأحياء المحيطة بمقر الإذاعة والتلفزيون.
وأضاف أن الجيش قصف بواسطة المسيرات أهدافًا متحركة للدعم السريع، في مدينة بحري.
ووصلت المعارك الدائرة في السودان منذ أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى جزيرة مروي المدرجة على قائمة التراث العالمي، بحسب ما أفادت منظمة حقوقية محليّة، محذّرة من خطر تضرّر آثار مملكة كوش التي يزيد عمرها عن 2300 سنة.
وقالت "الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية" إنّها "تدين دخول قوات الدعم السريع للمرة الثانية لموقعي النقعة والمصوّرات الأثري".
وأضافت في بيان أنّ قوات الدعم السريع دخلت الموقع الأثري للمرة الثانية يوم الأحد الماضي، بعدما كانت قد دخلته للمرة الأولى في 3 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
غياب الحل السياسي
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربًا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
وأعلنت الخرطوم، أمس الثلاثاء، تجميد التعامل مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) فيما يخص معالجة الأزمة السودانية؛ بسبب ما قالت إنها "تجاوزات" من جانبها.
وأبلغ وزير الخارجية السوداني علي الصادق، عبر رسالة مكتوبة، نظيره الجيبوتي محمود علي يوسف، بصفة بلاده رئيسًا لدورة "إيغاد" الحالية، "قرار حكومة السودان وقف الانخراط وتجميد التعامل مع (إيغاد) بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان"، بحسب بيان لوزارة الخارجية السودانية.
كما تعترض الخرطوم على دعوة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لحضور القمة الطارئة بكمبالا، معتبرة أنها "سابقة خطيرة في تاريخ إيغاد والمنظمات الإقليمية والدولية".
وما يزال الحل السياسي في السودان مجمدًا رغم المساعي الإقليمية والدولية لدفع عجلة المباحثات بين الجيش وقوات الدعم السريع عبر محاولات لعقد لقاء على مستوى القادة.