استقبل معرض "القاهرة الدولي للكتاب" آلاف الزوار الذين توافدوا منذ الساعات الأولى للشراء، والتجول بين ملايين الكتب المعروضة لمئات الناشرين من حول العالم.
ويأتي الموعد السنوي للمعرض في ظل أزمة اقتصادية ضاعفت من تكاليف طباعة الكتب، وأثرت على القدرة الشرائية للمستهلكين.
وتعد الفعالية موعدًا سنويًا لا يخلفه المواطن المصري هاني سيد مع أسرته الصغيرة لحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب، فهو الوقت الذي يتمكن فيه من شراء الكتب لنفسه ولأطفاله بأسعار مخفضة، لكن الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الأسعار.
ويقول سيد: إن كمية الكتب التي اشتراها هذا العام أقل من تلك التي ابتاعها العام الماضي، مشيرًا إلى أنه يحاول ترتيب أولوياته من خلال شراء ما هو بحاجة إليه.
ودفعت الارتفاعات المتتالية في تكاليف النشر إدارة المعرض إلى إطلاق عدد من المبادرات لتحفيز الناشرين على تقديم تخفيضات حقيقية للجمهور.
ويشير عضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب محمد الفقي إلى أن أحد أجنحة المعرض تحتوي على مجموعة كتب من العناوين التي يندر وجودها في أي مكان آخر، ويتراوح سعرها ما بين جنيه مصري واحد وعشرين جنيهًا، لافتًا إلى وجود مبادرات لتقسيط المشتريات في وقت تقدم كل دور النشر المشاركة أكبر تخفيضات ممكنة بالنسبة لها.
ويشارك في الدورة الرابعة والخمسين للمعرض 53 دولة وأكثر من 1000 ناشر، تحت شعار "معًا نقرأ نفكر ونبدع"، فيما يأمل المشاركون أن يسهم المعرض في تنشيط المبيعات.
وتحضر الفعاليات الثقافية بقوة هذا العام، حيث ستنظم نحو 500 فعالية مختلفة، بالإضافة إلى قاعات مخصصة لأنشطة الطفل طيلة أيام المعرض المستمر حتى 6 فبراير/ شباط المقبل.
وتأتي هذه الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وسط تزايد الضغوط الاقتصادية التي تثقل كاهل الناشرين والجمهور على حد سواء، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من الحضور والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
التضخم وتأثيره على أسعار الكتب
وفي هذا الإطار، يوضح الناشر المصري محمد البعلي، أن المعرض هو بمثابة كرنفال الكتاب والثقافة الرئيسي في مصر. وهو عيد لمحبي الكتاب والكلمة، مشيرًا إلى أن المصريين يستقبلون هذه الفعالية بسعادة وتوتر وقلق، في ظل ارتفاع أسعار الكتب المزعج.
ويضيف في حديث إلى "العربي"، من العاصمة المصرية القاهرة، أن التحدي الاقتصادي الرئيسي الذي يواجه دور النشر هو تضخم أسعار السلع بشكل عام وأسعار منتجات مدخلات الإنتاج بشكل خاص، الأمر الذي اضطرهم لرفع أسعار الكتب.
ويتابع البعلي أن المبدعين والمنتجين والمحررين والمدققين والمصممين رفعوا أسعار أجورهم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والطاقة، ما أثر على أسعار تكلفة الطباعة.
ويعبر البعلي عن سعادته بالجمهور المصري الذي واجه التحديات، وحضر المعرض من أجل شراء الكتب التي يحتاجها والحصول على تخفيضات، مشيرًا إلى تسجيل مبيعات جيدة.
