يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمالة الناخبين في مدينة أزمير، التي تعد معقلًا للعلمانية في البلاد، حيث تراهن المعارضة التركية على ثقلها التاريخي في حصد تأييد واسع هناك.
ومع اقتراب يوم الاستحقاق المرتقب في الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري، تزينت المدينة كغيرها من المدن التركية، بصور ولافتات المرشحين لمقعد الرئاسة التركية.
ومع أزمة التضخم في البلاد وارتفاع الأسعار، يؤكد أحد الباعة المتجولين لمراسل "العربي" في إزمير، بأن الفوز سيكون من نصيب تحالف الأمة بقيادة كمال كليجدار أوغلو. وقال البائع في حديث إلى "العربي": "سيفوز تحالف الأمة بالتأكيد، ونتخلص من معضلة بيع العقارات للأجانب، ونرتاح من الألاعيب والحيل، ونتنفس الصعداء، وهذا ما سيحصل".
"الولاء لأتاتورك"
وتعد إزمير ثالثة المدن التركية الكبرى من حيث عدد السكان، لا يصوت الناخبون فيها عادة للبرامج الانتخابية، فالولاية لا تزال تتمسك بما تعتبره قيمًا أرساها مؤسس الدولة التركية الحديثة كمال مصطفى أتاتورك، غداة استعادتها من اليونانيين في عشرينيات القرن الماضي.
ومنذ عقدين من الزمن، يكتسح حزب العدالة والتنمية نتائح الانتخابات في تركيا، لكن ليس في إزمير، التي ظلت حصنًا منيعًا أمامه، فلم تتغير مواقف أكثر من 3 ملاييين ناخب فيها كثيرًا، منذ عقود، حيث تمنح الغالبية من سكانها أصواتها لأحزاب تنهل من إرث أتاتورك.
وقال أحد سكان إزمير لمراسل "العربي": "بجهود اتاتورك حصلت بلادنا على استقلالها، وقامت الجمهورية في وقت كانت فيه الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها، لذلك نكن الاحترام والمحبة لهذا الرجل الرمز، ونطمح لمواصلة مسيرته".
وتراهن المعارضة العلمانية في البلاد بزعامة كمال كليجدار أوغلو على التصويت الإيدولوجي في إزمير، جيلًا بعد جيل، إذ تعد الخسارة داخلها زلزالًا يسمح بتمدد الأحزاب المحافظة، لا سيما وأن حزب العدالة والتنمية يحاول التعويل على أصوات جيل الشباب فيها لاختراق حصن ظل عصيًا عليه منذ تأسيسه قبل عقدين.