Skip to main content

مع انطلاق قمة الجزائر.. عاهل المغرب يدعو تبون "للحوار في الرباط"

الأربعاء 2 نوفمبر 2022

دعا العاهل المغربي محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى زيارة المغرب من أجل "الحوار"، وذلك تزامنًا مع انطلاق أعمال القمة العربية في العاصمة الجزائرية.

وجاءت هذه الدعوة بعدما غاب العاهل المغربي عن حضور القمة العربية، في ظل استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من جانب الجزائر منذ أغسطس/ آب 2021.

ويرأس وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الوفد المغربي المشارك في القمة، حيث أفاد لوكالة الأنباء الفرنسية أن الملك محمد السادس أعرب عن نيته خلال الأيام الأخيرة في زيارة الجزائر لحضور القمة العربية، لكن الوفد المغربي "لم يتلق أي تأكيد من الجانب الجزائري.. بعدما طلب توضيحات عن الترتيبات المقررة لاستقبال العاهل المغربي".

وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توترًا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء التي يعتبرها المغرب جزءًا من أراضيه، فضلًا عن إعلان الجزائر في أغسطس قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متهمة إياها بـ"ارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر في 1962".

جدول أعمال القمة العربية

وتحت شعار "لم الشمل"، انطلقت أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ31، أمس الثلاثاء، والتي تستضيفها العاصمة الجزائرية بمشاركة عدد من قادة الدول العربية إلى جانب ضيوف شرف أجانب.

وبعد أن سلّم الرئيس التونسي قيس سعيد رئاسة القمة إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، بدأ القادة العرب أمس ويستمرون إلى اليوم في مناقشة مبادئ وبنود إعلان الجزائر، الذي تمت مناقشته والتوافق حوله في الاجتماعات الاستشارية لوزراء الخارجية العرب التي سبقت انطلاق القمة.

وتتصدر القضية الفلسطينية أهم بنود الوثيقة وجدول أعمال القمة، كما تتضمن بنودًا تتعلق بالأمن الغذائي، والأمن العربي، والأزمات في 6 دول عربية تعاني من غياب الاستقرار.

تبون مستقبلًا نظيره الفلسطيني في الجزائر - غيتي

لجنة اتصال عربية

وفي كلمته الافتتاحية، دعا الرئيس الجزائري قادة الدول العربية إلى ضرورة إنشاء لجنة اتصال عربية لمخاطبة الأمم المتحدة من أجل أن تتمكن فلسطين من اقتناص عضوية كاملة في المنظمة الأممية.

واعتبر تبون أنه يتعين على الدول العربية إزاء عجز منظمة الأمم المتحدة على فرض حل الدولتين أن تضاعف جهودها "من أجل دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وماديًا لتمكينه من الصمود إزاء ما يتعرض له من جرائم ممنهجة واسعة النطاق".

ودعا الرئيس الجزائري أيضًا من منبر القمة العربية، كلًا من ليبيا، وسوريا، واليمن، إلى تغليب لغة الحوار والمصالحة الوطنية من أجل الوصول إلى حلول توافقية داخلية بعيدة عن أي تدخل في الشؤون الداخلية.

في هذا الخصوص، يقول الكاتب السياسي مصطفى بورزامة في حديث إلى "العربي": إن تبون ترأس تحركًا دبلوماسيًا جزائريًا قبل انطلاق القمة، جزء منه كان سريًا والآخر معلن، يتمحور حول حتمية التقارب العربي في ظل الأزمات الدولية الراهنة.

ويرى بورزامة أيضًا أن فلسطين أخذت حصة الأسد في جدول أعمال القمة واصفًا إياها بـ"مربط توحد العرب"، ما يدل على وجود رغبة حقيقية في إرجاعها إلى مكانتها الأساسية بين العرب ووضع أرضية تفاهم للدفع نحو حلها، رغم وجود اختلافات في النظرة إلى القضية بين الأطراف.

والنقطة الثانية المهمة في القمة وفق الكاتب السياسي، هي أزمة الأمن الغذائي حيث طرحت أول إستراتيجية عربية لإنقاذ الأمن الغذائي، "ولا سيما أن العالم العربي من الخليج إلى المحيط يمتلك قدرات هائلة جدًا ويستطيع تحقيق هذا الهدف".

مرآة السياسات العربية

بدوره، يلفت الكاتب المتخصص في شؤون الجامعة العربية مراد فتحي، إلى أن الجامعة هي بمثابة المظلة التي تجمع الدول العربية، حيث أنشئت من خلال الحكومات العربية أي أن القرار النهائي فيها يعود للحكومات، وأن "الجامعة العربية هي أمانة وسكرتاريا فنية لتنفيذ ما تطلبه الدول العربية".

ويوضح أن كل ما يرد من إعلانات في الجزائر ستتابعه الجامعة العربية من خلال الآلية المعتمدة عبر "هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات"، حيث ستتولى هذه الهيئة تنفيذ القرارات الصادرة عن الأمانة العامة والأمين العام، بحسب فتحي.

ويردف في حديثه لـ"العربي" من الجزائر: "ما نلاحظه ونشاهده من الرئاسة الحالية للجامعة والحديث عن الذهاب بعيدًا في القضية الفلسطينية إلى الأمام، يؤكد على وجود رؤية حقيقية في هذا الملف، ولا سيما لجهة العمل على حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة