أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في استمرار الهدنة المؤقتة المتّفق عليها بين حركة حماس وإسرائيل، طالما يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.
ويأتي ذلك، في أعقاب إفراج حماس عن 17 شخصًا آخرين، فيما أعربت الحركة بدورها في بيان أمس الأحد، أنها تريد تمديد وقف إطلاق النار بهدف "زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين" كما ورد في اتفاق الهدنة.
ودخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي أتاحت الإفراج عن أسرى داخل السجون الإسرائيلية، وإدخال مساعدات طارئة إلى قطاع غزة، يومها الرابع والأخير اليوم الإثنين وسط محادثات جارية لتمديدها.
مساع لتمديد الهدنة
وأعرب بايدن، على غرار فرنسا عن رغبته في تمديد الهدنة، لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فقد كشف للرئيس الأميركي أنه ثمة ترتيبات "للإفراج عن 10 رهائن آخرين كل يوم".
لكنه أضاف أنه أخبر بايدن أيضًا أنه "سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه" في السابق.
وأطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح 39 أسيرًا فلسطينيًا أمس الأحد، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الفلسطينيين المطلق سراحهم منذ بدء الهدنة إلى 117.
بدورها، أعلنت "حماس" أنها سلمت 13 إسرائيليًا و3 تايلانديين وواحدًا يحمل الجنسية الروسية، فيما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها نجحت في نقلهم من غزة أمس الأحد.
وكان رئيس الوزراء التايلاندي قد أكد أن أحدث ثلاثة محتجزين تايلانديين أطلقت "حماس" سراحهم هم في صحة جيدة.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن استقبالًا حافلًا كان في انتظار الأسرى الفلسطينيين المطلق سراحهم في رام الله.
وقال الأسير المحرر عمر عبد الله الحاج (17 عامًا)، الذي أفرج عنه أمس الأحد، إنه لم يكن يعلم ما الذي يدور في العالم خارج السجن.
وصرّح الأسير المحرر لـ"رويترز": "لا أصدق أنني حر الآن، لكن سعادتي منقوصة بسبب أخوتنا الذين ما زالوا في السجن، إلى جانب كل هذه الأخبار عن غزة التي ينبغي أن أعرفها الآن".
خرق إسرائيلي مستمر
وفي حين تبذل قطر ومصر والولايات المتحدة جهودًا لتحقيق تمديد الهدنة، تظهر الانتهاكات الإسرائيلية هشاشة الهدنة الإنسانية، حيث استشهد مزارع فلسطيني في وسط قطاع غزة على الرغم من إعلان الهدنة.
فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن المزارع استشهد بعد استهدافه من قبل قوات إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة.
كما نقل مراسل "العربي" إصابة مزارع آخر بالرصاص، في هذا الخرق الإسرائيلي للهدنة بيومها الثالث.
ورغم الهدنة إلا أن قوات الاحتلال لم تتوقف عن استهداف وإطلاق النار على الفلسطينيين داخل القطاع، فيما لم تتوقف طارئات الاستطلاع عن التحليق فوق مناطق غزة خلال الأيام الماضية.
إدخال المساعدات الإغاثية
أما فيما يتعلق بإدخال المساعدات ضمن إطار الاتفاق، فقد ذكر مسؤول بالأمم المتحدة كان ضمن قافلة مساعدات إنسانية وصلت إلى شمال غزة أمس الأحد، بأن جماعات الإغاثة تمضي صوب تسليم أكبر شحنة خلال أكثر من شهر، واصفًا حالة السكان الذين يعانون من النحافة والهزال والظمأ.
فقد أكّد جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" لوكالة "رويترز" أن الناس في غزة "يائسون جدًا، ويمكنك أن ترى في أعين الكبار أنهم لا يتناولون طعامًا".
وأضاف: "هناك ارتياح هائل. الناس بدأوا يشربون فور حصولهم على الماء حرفيا. إنهم ظمأى وظلوا ظمأى لأيام".
وحتى مع تدفق المساعدات شمالًا، أكد إلدر أنه رأى المئات من سكان غزة يتجهون جنوبًا خوفًا من تجدد القصف الإسرائيلي بحال لم يتم تمديد الهدنة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية القطرية إن دبلوماسيين قطريين موجودون في غزة الآن للإشراف على دخول وتوزيع مساعدات بلادهم في القطاع.