تصارع غزلان الريم في العراق من أجل البقاء على أرض موطنها الأصلي الذي ترعرعت فيه منذ مئات السنين، أما حاليًا فقد استحال ذاك الوطن إلى أرض قاحلة قاسية.
وفي وقت من المفترض أن تكون غزلان الريم المتبقية في محمية ساوة في جنوب العراق في مأمن، مات الكثير منها، جراء الجفاف وقلة المساعدات الحكومية.
وكانت المحمية تحتوي 148 رأسًا من غزلان الريم العراقي، لكن في أبريل/ نيسان الماضي بدأت العشرات منها بالنفوق، حتى وصلت الآن إلى 87 رأسًا.
وتحت الشمس الحارقة، تبحث الغزلان عما يبقيها على قيد الحياة، إلا أنها لا تجد، مما يؤدي إلى هلاكها، وخاصة مع قلة تساقط الأمطار أو انعدامها، الأمر الذي يؤدي لعدم نمو أي نباتات على أرض المحمية.
والريم هو غزال، مرتبط تاريخيًا بالعراق، ومنتشرة قطعانه في رقعة شاسعة في صحار مجاورة مثل ليبيا ومصر والجزائر، لكن يبدو أن هذه المنطقة وجغرافيتها والحيوانات التي تقطنها على خط مواجهة مع التغيرات المناخية التي تغير حاليًا كل شيء.
تخصيص صندوق
وفي هذا الإطار، قالت روجكار محسن، الناشطة في حماية البيئة والحيوان، إن العراق يعد واحدًا من خمس دول هي الأكثر تعرضا للتغيرات المناخية، من الحرارة والجفاف، وهذا أحد أسباب تعرض الحيوانات للجوع، كما أن هناك صيدًا غير قانوني للغزلان، فضلًا عن الوضع الاقتصادي والسياسي، والذي يفرض ثقله على هذه المسألة.
وأضافت محسن في حديث لـ "العربي"، من أربيل، أن السبب الرئيس في نفوق الغزلان هو بسبب الجوع، حيث إن أطعمتها الرئيسية هي الأعشاب والنباتات بعد هطول الأمطار.
وأشارت محسن، إلى أن الحكومة يمكن أن تقدم العلف إلى هذه المحمية، جراء الجفاف، لكن هناك غياب دعم حكومي، ولا يتم تخصيص دعم مالي للحيوانات رغم وجود قانون في العراق لذلك صادر من عام 2010.
ومن أجل حماية غزلان الريم العراقية، طالبت الناشطة، منظمات المجتمع المدني بضرورة التوعية والتعاون مع الحكومة العراقية، لدعم المحميات وحماية الحيوانات المهددة بالهلاك وتجنيبها المخاطر. ومضت قائلة: "لهذا يجب أن يكون هناك صندوق دعم مادي لحماية الحيوانات في العراق".