يعاني ما يقرب من نحو نصف سكان العالم من أمراض الفم، حيث يعيش 3 من كل 4 أشخاص مصابين بها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وزاد عدد حالات الإصابة بأمراض الفم عالميًا بمقدار مليار حالة خلال السنوات الـ30 الماضية، ما يدل على أن كثيرًا من الأشخاص لا يحصلون على خدمات الوقاية من أمراض الفم وعلاجها، وفقًا لتقرير صادم لمنظمة الصحة العالمية.
ويعد تسوس الأسنان وأمراض اللثة الوخيمة وفقدان الأسنان وسرطانات الفم أكثر أمراض الفم شيوعًا. ويمثل تسوس الأسنان غير المعالج الحالة الصحية الأكثر شيوعًا على الصعيد العالمي، حيث يصاب به ما يقدر بنحو 2,5 مليار شخص.
وتشير التقديرات إلى أن أمراض اللثة الوخيمة تصيب مليار شخص في العالم، وتشخص نحو 400 ألف حالة جديدة من سرطانات الفم كل عام.
ويسود عدم مساواة صارخة في ما يخص إتاحة خدمات صحة الفم، حيث تعاني أكثر الفئات السكانية ضعفًا وحرمانًا من عبء ضخم جراء أمراض الفم.
ويرزح الأشخاص ذوو الدخل المنخفض والأشخاص ذوو الحاجات الخاصة وكبار السن وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات المحلية النائية تحت وطأة عبء أكبر من أمراض الفم، بحسب منظمة الصحة العالمية التي توصي باعتماد نهج الصحة العامة بتشجيع اتباع نظام غذائي متوازن ينطوي على كميات قليلة من السكريات، والتوقف عن تعاطي جميع أشكال التبغ، والحد من استهلاك الكحول، وتحسين فرص الحصول على معجون الأسنان الميسور التكلفة، وتخطيط خدمات صحة الفم ضمن نطاق الصحة الوطنية.
الفم مفتاح الصحة الجسدية
وفي هذا الإطار، شرح أخصائي جراحة الفم وزراعة الأسنان عبيدة نصر حمدون أن صحة الفم تشمل صحة الأسنان واللثة أيضًا، مشيرًا إلى أن مفتاح الصحة لجسد الإنسان هو الفم، وعند المحافظة عليه فإن الإنسان يحافظ على صحته الجسدية.
وأضاف في حديث إلى "العربي"، أن الوضع المادي يلعب دورًا كبيرًا في المحافظة على صحة الفم، بالإضافة إلى المراجعة الدورية لطبيب الأسنان كل 6 أشهر.
وشدد حمدون على ضرورة أن يزور الأطفال أيضَا طبيب الأسنان عند ظهور أول سن في فمهم من أجل توعية الأهل بكيفية تنظيف أسنان هذه الفئة العمرية والاهتمام بصحتها الفموية.
ونصح بضرورة استخدام فرشاة الأسنان مرتين يوميًا، بالإضافة إلى خيط الأسنان مرة في اليوم، وحل مشكلات الأسنان منذ ظهورها وعدم تأجيلها.
وأوضح حمدون أن التجمعات الجيرية والتهابات اللثة مرتبطة بأمراض القلب والشرايين بشكل كبير، بسبب عدم العناية بصحة الفم.
وشدد على ضرورة أن تزيد المنظمات الحكومية التوعية الغذائية للمحافظة على صحة الفم، من خلال اتباع النظام الغذائي المناسب.