يراقب مقاتلون أطراف مخيم جنين وأصابعهم على الزناد. يتواجدون في كل زقاق من المخيّم، ويتجول بعضهم علنًا وبعضهم لا يظهر، ففي أي لحظة قد يقتحم عناصر الاحتلال المخيّم لاعتقال والد منفذ عملية تل أبيب رعد حازم.
ويقول أحد المسلحين في مخيم جنين لـ"العربي": "هذا الجيل فاقد للأمل وللحياة الكريمة، فالاحتلال يدخل ويقتل في المخيم في أي لحظة، لا نعرف من سيستشهد ومتى".
لم يدرب أحد هؤلاء المقاتلين على قواعد حروب الشوارع، وقبل أن يحملوا السلاح وينتموا إلى تنظيمات متصارعة سياسيًا، اتفقوا على الوحدة لأنهم أصدقاء في الأساس، وقدوتهم جيل معركة مخيم جنين التي حصلت قبل 20 عامًا.
ويضيف أحد المقاومين في المخيم: "نحن أكثر من فصيل، اجتمعنا كلنا من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسّام في مخيم جنين، وأظهرنا معنى الوحدة الوطنية".
وتمتد حالة المخيّم إلى بعض القرى، فهذا نوع من عسكرة الشارع وتحديدًا في الأماكن التي قتل فيها جنود الاحتلال عددًا من أبنائها.
من جهته، يقول أمين سر حركة فتح في إقليم جنين عطا أبو رميلة: "لن نواجه إطلاق النار بالورود، فالبندقية تواجه البندقية، والرصاصة مقابل رصاصة، وهذه هي الطريقة لوقف الاحتلال".
ومنذ بداية أبريل/ نيسان الجاري والأجواء مشحونة في مخيم ذاكرته القريبة والبعيدة تتعلّق بهذا الشهر تحديدًا.
ولمخيم جنين قصة مع شهر أبريل، ففي هذا الشهر من عام 2002 وقعت معركة جنين. وفي أبريل من عام 1948، هاجم المستوطنون قرية المنسي في حيفا ورحلّوا أهلها وأهل الكثير من القرى إلى ما بات يُعرف بمخيم جنين.