الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مقاربة سياسية وأمنية.. كيف يؤثر ملف الهجرة على أداء الحكومات الأوروبية؟

مقاربة سياسية وأمنية.. كيف يؤثر ملف الهجرة على أداء الحكومات الأوروبية؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش إدارة ملف المهاجرين في أوروبا (الصورة: غيتي)
يتفاعل ملف الهجرة في الأروقة الأوروبية ليهدد مستقبل حكومات ويأتي بأخرى في ظل تفرد الدول في إدارة الملف وسط تعذّر الاتفاق بينها على معالجة موحدة للأزمة.

حسم ملف الهجرة مصير أطول حكومة في تاريخ هولندا، فرغم تجديد الثقة بها قبل عام ونصف، سقط الائتلاف الحكومي إثر خلافات على إجراءات الحد من تدفق المهاجرين.

فقد اضطر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي يمثّل التيار المحافظ إلى طرح فكرة تحديد سقف لإجمالي عدد أقارب المهاجرين تحت ضغط الجناح اليميني في حزبه.

وهكذا، تترقب هولندا اليوم انتخابات مبكرة يلوح في أفقها اليمين المتطرف بزعامة السياسي المناهض للأجانب خيرت فيلدرز.

حكومة إسبانيا على المحك

والحكومة الهولندية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فإسبانيا تجد استقرار حكومتها الاشتراكية على المحك في ظل ارتفاع أسهم اليمين المتطرف فيها.

فبينما لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى فوزها في الانتخابات المقررة هذا الشهر، يبدو أن الحكومة الاشتراكية لن تتمكن من الانفراد بالحكم في ظل التيار اليميني الذي يتوعّد بإلغاء القوانين الداعمة للمهاجرين.

وهذا ما يعزز المخاوف من انضمام إسبانيا إلى المجر والنمسا والسويد وإيطاليا التي بات تيار التطرف ضد المهاجرين فيها عنوانًا سائدًا.

أمّا الاتحاد الأوروبي فيبدو مترددًا ومشتتًا في ظل خلافات بين أعضائه. فالتوافق المبدئي الأخير على إجراءات مشددة للحد من الهجرة غير النظامية والتوافق على إصلاح نظام الهجرة قابلهما رفض بولندي ومجري وامتناع دول أخرى عن التصويت.

وفي المقابل، انتهجت دول أخرى مثل إيطاليا طريقًا منفردًا بالتعامل مع الملف مع الدول المصدرة للمهاجرين.

أبعد من ملف الهجرة

في هذا السياق، يعتبر الأكاديمي والباحث في الشؤون الأمنية والجيوسياسية أليساندرو بوليتي أن التشرذم والتشتت يسود السياسة في أوروبا.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من روما إلى أن مسألة الهجرة هي الشيء السطحي في الملف، مشيرًا إلى سلسة أزمات تفاقم التوترات القائمة منها الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد والحرب الأوكرانية. 

وإذ يلحظ بوليتي ارتفاع الإنفاق الاجتماعي في أوروبا دون جدوى، يعتبر أن مسألة المهاجرين ليست الأزمة الوحيدة التي تعاني منها دول الشمال بل استيراد عصابات الجريمة المنظمة أيضًا.

ويلفت بوليتي إلى أن حكومات يمين الوسط تشعر بمخاوف الناخبين، فالناس يشعرون بالفقر والانهيار الاجتماعي. 

دور أحزاب اليمين

من جهته، يشير رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا إيمانويل دوبوي إلى أن أزمة الهجرة هي واحدة من الأسباب وليست السبب الوحيد الذي أدّى لانهيار الائتلاف الحكومي في هولندا.

ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: "إن أزمة الهجرة تتعلق بالهوية والأمة والأحزاب الحاكمة".  

ويعتبر أن اليمين لن يكون السائد في الحكومات الأوروبية، ففي إسبانيا سيكون اليمين شريكًا مهمًا، والأمر نفسه ينطبق على ألمانيا، لافتًا إلى أن إيطاليا تعتبر استثناء.

ويرجح دوبوي أن يكون للمحافظين والإصلاحيين مكانًا في أوروبا في الانتخابات المقبلة.

الاتفاقية الأوروبية لإصلاح نظام الهجرة

وحول الاتفاقية الأوروبية المبدئية بشأن المهاجرين، يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف حسني العبيدي أن جزءًا كبيرًا من بنود هذه الاتفاقية مطبق من قبل العديد من الدول الأوروبية.

ويقول في حديث إلى "العربي" من جنيف: "هناك حل غالبًا ما يعطى للدول الأوروبية بأنها ليست مجبرة بالالتزام بكل بنود الاتفاقية".  

ويرى العبيدي أن الهجرة والإقامة قضية سيادية ولكل دولة مرونة في التصرف بها.

كما يلفت إلى اختلاف بين السياسة التي تريد انتهاجها بروكسل وسياسات بعض الدول لا سيما تلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا وفرنسا وغيرها.

ويرى أن المقاربة الأمنية لملف الهجرة هي السائدة في الدول الأوروبية حتى الآن.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close