أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس "إزالة" زعيم تنظيم الدولة أبو ابراهيم الهاشمي القرشي من "ساحة المعركة"، بعدما أقدم على تفجير نفسه خلال تنفيذ القوات الخاصة الأميركية إنزال استهدف مقرّ إقامته شمالي غرب سوريا.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: إنّه عند بدء العملية، "فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال" داخل منزله الواقع في بلدة أطمة في محافظة إدلب، وهي المنطقة ذاتها التي نفّذت فيها واشنطن عملية مماثلة أسفرت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي.
#سوريا.. إنزال جوي أميركي استهدف منزل زعيم "تنظيم الدولة" يسفر عن مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال#الولايات_المتحدة تقرير: خالد الإدلبي تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlgjsi pic.twitter.com/2dyBWzerhs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 3, 2022
وأشار مراسل "العربي" من داخل المنزل إلى أن عدة مروحيات شاركت في عملية الإنزال الجوي، متحدثًا عن آثار أعيرة نارية على الجدران وانتشار للدماء.
ونقلت وكالة "رويترز" عن منقذين سوريين قولهم: إن 13 على الأقل، بينهم ستة أطفال وأربع نساء، قُتلوا في اشتباكات وانفجارات اندلعت بعد بدء الغارة التي استهدفت المنزل.
وفي أول تعليق له على العملية، أوضح بايدن أن الجيش الأميركي "أزال من ساحة المعركة" زعيم التنظيم، مؤكدًا عودة جميع الجنود الأميركيين سالمين من المهمة.
خُطط لها منذ أشهر
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قالوا إن العملية تم التخطيط لها منذ أشهر، وأُطلع بايدن عليها للمرة الأولى في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، من قبل القادة العسكريين الأميركيين بعد أن علموا بموقع القرشي.
وبايدن أعطى الموافقة النهائية الثلاثاء الماضي في المكتب البيضاوي، خلال اجتماع مع وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي.
والمسؤولون الذين تحدثوا للصحافيين عبر الهاتف شرط عدم كشف هويتهم، أفادوا بأن بايدن وجّه كبار مسؤولي الدفاع باتخاذ كل الاحتياطات لتجنب وقوع ضحايا مدنيين.
وأشاروا إلى أن امرأة ورجلًا وعدّة أطفال أخلوا الطابق الأول من المبنى بأمان، عندما نادت عليهم القوات الأميركية في وقت مبكر من الهجوم.
وبينما قالوا إن القرشي فجر قنبلة فيما كانت القوات الأميركية لا تزال في الخارج فقتل نفسه وعائلته كما فعل البغدادي من قبله، وصفوا الانفجار بأنه كبير جدًا، لدرجة أنه أدى إلى تناثر الجثث خارج المنزل وفي محيطه.
ولفتوا إلى أن ملازمًا في تنظيم الدولة عمل لدى القرشي كان وعائلته في الطابق الثاني، وأنه فتح النار وزوجته على القوة المهاجمة فأُرديا. وأضافوا أن الأطفال في ذلك الطابق غادروا بأمان بعد تبادل إطلاق النار.
"مهمة ناجحة ولا خسائر"
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت صباحًا أن "القوات الأميركية الخاصة بإمرة القيادة المركزية الأميركية نفّذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا". وقالت: إنّ "المهمة كانت ناجحة ولم تسجل خسائر" في صفوفها.
وأفادت وكالة "فرانس برس" أن العملية الأميركية استهدفت مبنى في أرض محاطة بأشجار الزيتون.
وتضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى الدخان الأسود سقفه، الذي انهار جزء منه. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
وتداول سكان ليلًا تسجيلات صوتية خلال العملية، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء المكان المستهدف.
ونقلت الوكالة عن أبو علي، وهو نازح يقيم في مكان قريب من الموقع المستهدف قوله: "بدأنا سماع صوت انفجارات خفيفة وبعدها دوّت أصوات قوية".
وأضاف أنهم سمعوا عبر مكبرات الصوت نداءات: "لا تخافوا. جئنا من أجل هذا المنزل فقط. لنخلصكم من الإرهابيين".
بدوره، أوضح أبو أحمد ـ مالك المنزل الذي أقام فيه القرشي لـ"فرانس برس"، أن الرجل سكن في المكان منذ 11 شهرًا، مردفًا: "لم نلاحظ أي أمر غريب. كان يعطيني بدل الإيجار ويغادر".
وشرح أن للرجل "زوجة وثلاثة أولاد"، وأن شقيقته كانت تقطن مع ابنتها الشابة في الطابق العلوي.
الجيش الأميركي دمر طائرة تابعة له بعد تعطلها أثناء عملية الإنزال الجوي في #إدلب.. المزيد من التفاصيل مع مراسلنا👇#الولايات_المتحدة #سوريا تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlxUjQ pic.twitter.com/c9T97wQpk3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 3, 2022
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" من ريف إدلب أن الجيش الأميركي دمر طائرة أباتشي في منطقة عفرين بعد عملية الإنزال الجوي في أطمة.
وأردف بأنه يُعتقد أن تلك الطائرة أُصيبت خلال اشتباك مع عناصر تنظيم الدولة، وأنها هبطت اضطراريًا في منطقة زراعية ثم تم تفجيرها من قبل الطائرات المرافقة.
ونقل عن شهود عيان حديثهم عن إصابات داخلها لجنود تابعين للتحالف تم إجلاؤهم.
توقيت العملية سيساعد بايدن
وفي قراءة لهذه العملية، أشارت مراسلة "العربي" من واشنطن إلى أنها تأتي في وقت حرج للإدارة الأميركية على أكثر من صعيد داخليًا وخارجيًا.
وشرحت أن بايدن يواجه على الصعيد الداخلي أدنى مستوى لشعبيته منذ توليه السلطة، كما أن الحزب الديمقراطي يواجه مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي تحدي الحفاظ على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.
ورأت أن توقيت العملية سيساعد بايدن بشكل كبير في المرحلة المقبلة، لافتة إلى أن عمليات من هذا النوع، لا سيما عندما لا يصاب أي أميركي خلالها، توحد الأميركيين بشكل كبير ديمقراطيين وجمهوريين حول ضرورة مواصلة الولايات المتحدة استهداف الإرهاب والإرهابيين في شتى أنحاء العالم.
وأضافت: "بايدن يوجه أيضًا رسالة مفادها أن واشنطن لن تترك تلك المنطقة وستواصل عملها ضد الخلايا الإرهابية، والتي يمكن أن تكون قد نشطت في الفترة السابقة".