خطا الأردن خطوة رائدة على طريق تحويل عدو البيئة إلى صديق لها من خلال تجربة مكب الغباوي، الذي صنف من الأكثر حفاظًا على البيئة في المنطقة.
ويقع مكب نفايات الغباوي على بعد 40 كيلومترًا من شرق العاصمة الأردنية عمّان. وتأسس عام 2003 وبات نموذجًا إقليميًا لتحويل النفايات إلى مصدر دائم للطاقة، فضلًا عن حماية البيئة.
انتاج الكهرباء من النفايات
ويستقبل المكب آلاف الأطنان من النفايات يوميًا ويتم استخراج غاز الميثان منها ويستخدم وقودًا لإنتاج الكهرباء. ويشكل توليد الطاقة خطوة طموحة فيما يستورد الأردن معظم احتياجاته من الوقود اللازم لتوليد الطاقة.
ويصف رئيس قسم معالجة النفايات في مكب الغباوي، أسامة الدروبي، المشروع بـ"الريادي على مستوى المنطقة والشرق الأوسط". وتصل كمية النفايات التي يتعامل معها المكب إلى 4200 طن يوميًا.
ويسهم المشروع في تقليص انبعاث 175 ألف طن مكافئ من ثاني أوكسيد الكربون من خلال حرق نحو 19 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي بشكل سنوي.
ويتكون المشروع من نظام خلايا تحمي التربة والمياه الجوفية من تسربات مياه النفايات الآثنة عبر طبقات بحسب مدير دائرة المعالجة في أمانة عمان، عبدالله الذنيبات.
ويمتد المكب الذي يعالج النفايات الصلبة على مساحة كيلومترين مربعين وهو مصمم من تسع خلايا تستوعب كل واحدة منها ما يزيد على خمسة ملايين طن من النفايات.
مكب هندسي صحي
ويوضح مدير مشروع الغاز الحيوي أمين الصرايرة أن مكب الغباوي هو مكب هندسي صحي وتم تصميمه لحماية البيئة. ويقول في حديث إلى "العربي" من عمّان: "يستقبل المكب النفايات البلدية التي تتميز بإرتفاع نسبة النفايات العضوية فيها ما يوفر فرصة لتشكل الغاز الحيوي وأخطرها غاز الميثان الخطير على البيئة". ويحرق هذا الغاز المستخرج في منظومة من المحركات لتوليد الطاقة الكهربائية، بحسب الصرايرة.
ويلفت إلى ضعف ثقافة فرز النفايات في المنطقة العربية. ويقول: "يساهم فرز النفايات بتحلل المواد بطريقة سليمة.. وبالتالي نحصل على غاز حيوي بجودة عالية". كما يطيل فرز النفايات من عمر المكب. ويؤكد الصرايرة على أهمية القوانين في فرض فرز النفايات لإنجاح هذا المشروع وأمثاله.