أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الثلاثاء، أن المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في أجزاء من السودان بسبب القتال العنيف.
وأضاف المتحدث ينس لايركه: "في المناطق التي أدى فيها القتال العنيف إلى إعاقة عملياتنا الإنسانية، اضطررنا إلى تقليص وجودنا". وتابع: "لكننا ملتزمون بمواصلة تقديم المساعدة لشعب السودان".
ودخلت الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ بوساطة أميركية، اليوم الثلاثاء، فيما يراقب العالم مدى التزام الطرفين بها بعد فشل مثيلاتها سابقًا.
معاناة إنسانية
ويسجل هدوء حذر وسط خروقات محدودة تمثلت باتهام قوات الدعم السريع الجيش بقصف موقع في القصر الجمهوري في العاصمة، كما نقلت مراسلة "العربي" عن شهود عيان في الخرطوم بحري وأم درمان أنه جرى تبادل لإطلاق نار رغم سريان الهدنة.
وانحسر القتال في السودان الليلة الماضية بعد موافقة طرفي الصراع، وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، مما سمح للمزيد من السودانيين بالفرار اليوم، وللدول الأجنبية باستمرار عمليات إجلاء مواطنيها.
مراسلة "العربي" في الخرطوم قالت في رسالة سابقة: إن وقف إطلاق النار كشف عن هول المعاناة التي يعانيها السودانيون في تأمين الخبز والوقود، وسط نقص حاد في السيولة بسبب توقف المعاملات المالية.
واندلع صراع على السلطة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو "حميدتي" في 15 أبريل/ نيسان، مما أدى إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات للقتال الذي أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصًا، وإصابة ما يزيد على 4000 آخرين، ونقص حاد في المواد الغذائية في بلد يعتمد بالفعل على المساعدات.
"الهروب الصعب"
وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد كشف عن ازدياد موجات نزوح المدنيين من مناطق النزاع، خصوصًا في ظلّ صعوبة الوصول إلى الماء والغذاء، حيث فر عشرات الآلاف، بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة، في الأيام القليلة الماضية إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، على الرغم من الاضطرابات والظروف المعيشية الصعبة بها.
وأفادت منظمات تابعة للأمم المتحدة بشح الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود وضعف الاتصالات، وارتفاع حاد لأسعار السلع. وأفاد سكان لوكالة "رويترز" بأن سعر تذكرة الحافلة إلى مصر قفز ستة أمثال إلى 340 دولارًا.
كذلك قالت منظمة الصحة العالمية اليوم: إن هناك "خطرًا بيولوجيًا كبيرًا" في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد سيطرة أحد طرفي القتال الدائر في السودان على مختبر يحتوي على مسببات الحصبة والكوليرا وغيرها من المواد الخطيرة.