أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم السبت أن الرئيس ميشال عون تسلّم رسالة خطية من الوسيط الأميركي آموس هوكستين بشأن مقترحات لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
جاء ذلك خلال استقبال عون سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا، حيث تسلم منها عرضًا خطيًا من الوسيط الأميركي يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسار المفاوضات.
وأضافت الرئاسة أن عون اتصل برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي هوكستين وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.
وفي وقت لاحق، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ الأخير استقبل أيضًا السفيرة دوروثي شيا، التي سلّمته العرض الخطي من الوسيط هوكستين.
الرئيس عون استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتسلم منها رسالة خطية من الوسيط الاميركي اموس هوكستين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية pic.twitter.com/vQL7WDcpK2
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 1, 2022
وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ"العربي" أمس، أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تعتزم تسليم عون مسودّة المقترح الذي وضعه الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
ووفق المصادر، فإنّ الحكومة اللبنانية ستعطى مدّة أسبوع للردّ على المقترح الأميركي، كما أنّ ورقة مماثلة ستسلَّم إلى الجانب الإسرائيلي، بحسب ما أكدت المصادر لـ"العربي".
وكان الرئيس اللبناني الشهر الماضي أنّ بلاده على أبواب إنهاء ملف استخراج الغاز داخل الحوض الرابع لصالح لبنان، من دون أن تكون هناك أي علاقات مباشرة مع إسرائيل، وإنما بوساطة أميركية.
تفاؤل باقتراب إتمام الاتفاق بين #لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية #العربي_اليوم تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/O0MpNq5Bxx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 22, 2022
ويتنازع لبنان مع تل أبيب على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا؛ وتتوسط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
ومن شأن التوصل لاتفاق نزع فتيل أحد الأسباب المحتملة للصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي حذر من أي عمليات استكشاف أو استخراج للطاقة من جانب إسرائيل في المياه المتنازع عليها.
وفي كلمته أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن بلاده أحرزت تقدمًا ملموسًا بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
لا اتفاق نهائيًا على الحدود البحرية
وفي حديث لـ"العربي"، استبعد رئيس الوفد اللبناني المفاوض على ترسيم الحدود البحرية سابقًا، اللواء عبد الرحمن شحيتلي، أن يرقى المقترح المذكور إلى اتفاق حدود بين لبنان وإسرائيل، موضحًا أن الاتفاق إن حصل، سوف ينهي النزاع على استخراج الغاز من البحر اللبناني، ولكن يبدو أنه لن يرقى إلى اتفاق نهائي على الحدود البحرية.
وتتولى الولايات المتحدة دور الوسيط في المفاوضات الدائرة منذ عامين بين لبنان وإسرائيل، البلدين اللذين هما رسميًا في حالة حرب.
وتهدف هذه المفاوضات إلى ترسيم الحدود البحرية بينهما وتذليل العوائق أمام الشروع في أعمال الحفر للتنقيب عن الغاز في حقول في البحر الأبيض المتوسط يتنازع عليها البلدان المتجاوران.
وتصاعدت حدة التوتر بعد استقدام شركة إينيرجيان في يونيو/ حزيران الفائت سفينة لاستخراج الغاز من الحقل لحساب إسرائيل. ودفع هذا التطور لبنان إلى المطالبة بمعاودة المفاوضات التي عُلقت بعد الاختلاف على مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وتكثفت المحادثات في الأسابيع الأخيرة، إذ نشط الوسيط الأميركي آموس هوكستين في زيارات بينهما. وأكدت إينيرجيان في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي أنها جاهزة للبدء "في غضون أسابيع قليلة" بالإنتاج من حقل كاريش.