في أقصى شمال قطر وعلى الخط الساحلي تتوزع مبان من الطين المبطن برمل البحر كانت يومًا قرية الجميل.
فما تبقى من جدران كان شاهدًا على ضحكات الأطفال وأصوات النساء وأغاني النهامين الذين عاشوا في هذه القرية.
حياة ما قبل النفط
واعتمد قوت الأهالي اليومي في الأساس على ما تجود به شباكهم من أسماك البحر ومن بيع لآلئه. وقد عاشوا حياة ما قبل النفط بحلوها ومرها ومصاعبها.
واليوم، تأبى قرية الجميل أن تغادر ذاكرة من عاشوا فيها. وأصبحت تجمع العابرين والزائرين ومن يبحث عن بقايا قصص وذكريات بين أزقتها.
وتعد قرية الجميل التي تقع في الساحل الشمالي الشرقي لقطر من المستوطنات القديمة في البلاد. ويعود تأسيسها إلى القرن الثامن عشر ميلادي وقد سكنتها قبائل عدة عبر التاريخ.
جزء من تاريخ قطر القديم
وشكّلت هذه القرية البعيدة عن شوارع الدوحة الحديثة ومبانيها الشاهقة جزءًا من تاريخ قطر القديم ومعلمًا سياحيًا لكل مهتم بالاطلاع على حياة سكان هذه المنطقة الجغرافية المنعزلة عن المدينة. فهي تشكل سطرًا في صفحة تاريخ قطر وصورة تتصدر أهل الوجهات السياحية في البلاد.
ويقول السائح الأسترالي كاميرون ادواردز: "أنا سعيد أنه تم الحفاظ على هذا التراث بشكل جيد للأجيال القادمة".
وقد اشتق اسم القرية من الجمال وبنيت في القرن الثامن عشر من صخور مرجانية وحجر جيري. وحافظت على جدرانها وصخورها المترامية وعلى ما تبقى من منازلها وصومعة مسجدها. لكنها لم تمنع ساكنيها من الرحيل إلى حياة أكثر سهولة وتحضرًا.